نادي نجران.. مرافق متهالكة ومنشأة آيلة للسقوط في أي لحظة

صالح آل مريح قال إنهم يعيشون في بيئة لا تساعد على تفريخ الرياضيين الحقيقيين

TT

يعيش نادي نجران وضعا مأساويا ينبئ عن حدوث كارثة حقيقية، إذا ما استمر به الحال على ما هو عليه، إذ إن جميع مباني النادي ومرافقه متهالكة وآيلة للسقوط في حال هطول الأمطار أو هبوب الرياح أو العواصف، بسبب قدمها وتأكلها.

منشآت النادي الحالية تم تشييدها قبل 33 عاما بجهود ذاتية من قبل أعضاء الشرف والمحبين وتحديدا عام 1980، وهو تاريخ تأسيس النادي واستمر بها الحال حتى الآن دون تجديد أو ترميم.

وتتكون مرافق النادي من مكاتب للإدارة والسكرتارية والمحاسب ومسؤول الاحتراف، وتقام تدريبات فرق النادي بدرجاتها الثلاث على ملعب وحيد غير قانوني وغير مطابق للمواصفات، ويحتوي على العديد من العيوب نظرا لعدم صيانته بالشكل المطلوب ويحيط به سياج حديدي ومدرجات خشبية غير صالحة، ويفتقر المقر إلى وجود صالات رياضية تقام عليها أنشطة النادي وألعابه المختلفة، وقد يغيب عن المتابع أن نادي نجران يعد منبعا للنجوم في رياضة ألعاب القوى، ومن أبرز اللاعبين العداء العالمي يحيى قاحص الذي حقق بطولة العالم للناشئين في سباق 100م في كندا عام 2003م وغيرها الكثير من الإنجازات، والعداء حسين اليامي بطل آسيا والخليج والعرب، وغيرهما من اللاعبين الذين حققوا إنجازات كبيرة ومشرفة في مسابقات ألعاب القوى، وكل تلك الإنجازات بدون مقر أو ملاعب للتدريب.

فريق نجران الأول لكرة القدم أحد الفرق القوية في دوري زين السعودي للمحترفين، يعاني كثيرا في ظل تواضع المنشأة وملاعب التدريب حيث لا يتوافر بها التجهيزات اللازمة من صالات حديد ومعسكرات وعيادات طبية وملاعب معتمدة ذات مواصفات وجودة عالية إلا أنه ورغم كل تلك الصعاب لا يزال صامدا في وجه جميع التحديات ويصارع أقوى الفرق ذات الإمكانات الكبيرة للموسم الخامس على التوالي، كما هو الحال بالنسبة لفريق درجة الشباب الذي يواصل حضوره الجيد في منافسات الدوري الممتاز.

جهود المسؤولين في النادي أثمرت عن بناء معسكر تبرع به العضو الداعم الفعال للنادي عبد العزيز بن مسلم الذي فاقت تكلفته الإجمالية المليون ريال ويعتبر بن مسلم أبرز الداعمين للنادي طوال تاريخه، وذلك امتداد لدعم والده الراحل علي بن مسلم، ومؤخرا تمت موافقة رعاية الشباب على بناء سور للنادي وترسيته على إحدى الشركات الوطنية لحماية ممتلكات النادي التي تتعرض باستمرار للعبث والتخريب، إلا أن كل ذلك يعتبر غير كاف فلا بد من تحديث البنية التحتية، وبناء مقر جديد للإدارة وصالات رياضية وملاعب حديثة ومعسكر وعيادات طبية وصالات حديد وغيرها من المتطلبات الرئيسية في الألعاب الرياضية.

من جانبه، أوضح المهندس صالح آل مريح رئيس نادي نجران، أن النادي يعاني من مقر متهالك لا يساعد على النجاح في أي نشاط رياضي أو ثقافي أو اجتماعي، وقال: «حلم المنشأة ظل يراود الجماهير النجرانية منذ زمن بعيد، وفي عام 2003 استبشرنا خيرا عندما ورد إلينا خطاب مدير عام المشاريع والصيانة بالنيابة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي يوضح أن مشروع منشأة نادي نجران مدرج ضمن المشاريع المطلوبة بميزانية الرئاسة للعام المالي 2003 ولم يتم اعتماد أي مبالغ مالية لتنفيذه وسيدرج ضمن المشاريع المطلوبة للعام الذي يليه، ومنذ ذلك الحين والخطاب يرد إلينا بنفس الصيغة كل عام مع تغيير تواريخ إدراج المشروع مما جعلنا ننشئ له ملفا سميناه (ملف المنشأة)، علما بأنه تم إنشاء الكثير من المقرات للأندية الأخرى في هذه الفترة ولم تكن الاعتمادات المالية عائقا كما كانت أمام إنشاء مقر نادي نجران».

وتمنى رئيس نجران ألا يتم زيارة مقر النادي الحالي من قبل وسائل الإعلام ولا وفد الاتحاد الآسيوي لأنه لا يتواكب مع إنجازات الرياضة السعودية، آملا بأن يكون المقر الجديد سببا من أسباب تقدم الوضع الرياضي السعودي على الصعيدين العربي والآسيوي، وقال: «نتطلع إلى أن يحظى موضوع إنشاء مقر للنادي باهتمام أمير الشباب الأمير نواف بن فيصل الشخصي الذي يولي كل الاهتمام والمتابعة الدائمة لأوضاع جميع الأندية السعودية».

من جهته، أكد مدرب فريق نجران الأول لكرة القدم، المقدوني جوكو هادجفسكي، أنه تعرض لصدمة كبيرة بعد مشاهدته لمنشأة نادي نجران عند قدومه لتدريب الفريق، وقال: «قبل حضوري للإشراف الفني في الدوري السعودي حرصت على جمع الكثير من المعلومات حول الكرة السعودية ومدى تطورها، ولكن في الحقيقة صدمت عندما شاهدت مقر الفريق الذي سأدربه، إنه فعلا شيء محزن، وطوال مسيرتي التدريبية لأكثر من 25 عاما تنقلت للتدريب في أكثر من مكان في العالم ودربت في أكثر من دوري، وكل الفرق التي أشرفت على تدريبها تمتلك منشآت ممتازة وأبرزها فريق جابيلو إيواتا الياباني».

وأضاف هادجفسكي: «المنشآت الحديثة تساعد على العمل باحترافية كبيرة، فكل شيء متوافر من ملاعب وصالات رياضية متكاملة مما يساعد على العمل في أجواء صحية، وغياب المنشأة والمقر النموذجي من شأنه أن يتسبب في عزوف المواهب عن فرق النادي وألعابه المختلفة، نظرا لغياب العناية الكاملة من مواصلات وملاعب مجهزة وصالات ترفيه وغيرها، ولو توافر لنادي نجران مقر نموذجي فإنه سيكون منجما للمواهب، ومنافسا دائما على البطولات، وما حققه فريق نجران الكروي ببقائه في دوري المحترفين للموسم الخامس على التوالي في ظل تواضع الإمكانات وغياب الدعم المادي وعدم وجود منشأة رياضية، يعتبر إنجازا عظيما وشيئا يدعو للفخر، وأتمنى أن يرى المقر الجديد النور في القريب العاجل».

فيما اعتبر منصور بالحارث مدير الاحتراف في نادي نجران، أن عدم وجود منشأة رياضية أضر كثيرا بنجران في جميع الألعاب والأنشطة وأدى إلى غياب ألعاب النادي عن المنافسات السعودية، عدا ألعاب القوى التي تواصل حضورها القوي ضمن أندية النخبة، وتضم عددا من اللاعبين المميزين الذين حققوا بطولات عالمية، فهم يجرون تدريباتهم على ملاعب أندية أخرى في ظل عدم وجود ملاعب للتدريب في نادي نجران، وقال: «نثق جميعا في نادي نجران بأن جميع همومنا محل اهتمام وتقدير الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل الذي يحرص على معالجتها أسوة بجميع الأندية السعودية الأخرى».