العالم يسابق الزمن لإيجاد مخرج من «قنبلة اليورو»

غايتنر يلتقي ساركوزي قبل القمة الأوروبية

وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر («نيويورك تايمز»)
TT

تسابق منطقة اليورو والولايات المتحدة الزمن لإيجاد حل لأزمة الديون قبل انفجارها. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أمس الجمعة، إن وزير الخزانة تيموثي غايتنر سيسافر إلى أوروبا الأسبوع القادم للاجتماع مع زعماء ومسؤولين ماليين أوروبيين بارزين قبل قمة حاسمة للاتحاد الأوروبي في التاسع من الشهر الحالي تهدف إلى معالجة أزمة الديون الأوروبية.

وسيجتمع غايتنر مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الإيطالي الجديد ماريو مونتي، ورئيس الوزراء الإسباني المنتخب ماريانو راجوي، في رحلته التي تستمر من السادس إلى الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، والتي ستشمل فرانكفورت وبرلين وباريس ومرسيليا وميلانو. وقالت الخزانة الأميركية إن غايتنر سيجتمع أيضا مع رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، ووزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله، ورئيس البنك المركزي الألماني ينس فايدمان.

وعلى الصعيد ذاته، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الجمعة مؤسسات منطقة اليورو إلى استخدام «كل شيء في حوزتها» لإنقاذ اليورو من الانهيار، وتعهد بالدفاع عن المصالح البريطانية في حالة تغيير أي معاهدة أوروبية. وقال كاميرون عقب مباحثاته في باريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه مطلوب نهج قوي سريع لاستعادة ثقة السوق في قدرة مؤسسات منطقة اليورو، مثل البنك المركزي الأوروبي، لتهدئة أزمة ديون المنطقة. وقال إن حل الأزمة يحتاج أيضا «التعامل بشكل أساسي مع قلة درجة المنافسة من جانب بعض الاقتصادات الأوروبية».

وتأتي زيارة كاميرون في الوقت الذي حددت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وساركوزي في خطابين منفصلين مقترحاتهما لتحقيق قدر أكبر من الانسجام في السياسات المالية بين 17 دولة عضوا في منطقة اليورو، والتي ستعرض على زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة تنعقد الأسبوع المقبل. وقد تتطلب المقترحات تغييرات في المعاهدات الأوروبية والتي يمكن تغييرها فقط بموافقة كل الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي. وأوضح كاميرون أنه في حالة تغيير المعاهدات، والتي أكد أنها قد لا تكون ضرورية، فإنه سيضع المصالح البريطانية في المقام الأول. وقال «إنني واضح جدا، وأقول إنه في حالة تغيير أي معاهدة عندها سوف أؤكد أننا سنحمي وندعم المصالح البريطانية». وتراقب بريطانيا بقلق أزمة الديون التي بدأت في محيط أوروبا (اليونان والبرتغال وآيرلندا)، وبدأت تهدد قلب أوروبا وتؤثر على الاقتصاد البريطاني.

وحذر وزير الخزانة البريطاني جورج أوسبورن هذا الأسبوع من أن ركودا في منطقة اليورو، وهو متوقع على نحو واسع في الشهور المقبلة، قد يدخل بريطانيا أيضا في الركود. وبسؤاله عما إذا كانت بريطانيا لا يزال لها نفوذ في المباحثات الخاصة بمستقبل أوروبا، قال كاميرون واثقا «نعم هي كذلك. نحن أحد الاقتصادات الكبرى في أوروبا، نحن لاعب كبير في السوق الفردية».