اليمن: 9 قتلى بينهم عقيد مع استمرار القصف والمواجهات في تعز

توتر شديد بين «القاعدة» والقبائل في أبين بعد محاولة اغتيال شخصية قبلية

TT

قتل تسعة أشخاص بينهم فتاة وعقيد وجنديان في القصف المستمر والاشتباكات، أمس، في مدينة تعز (جنوب صنعاء)، حسبما أفادت مصادر محلية وطبية رسمية.

من جهته، شدد المتحدث باسم المعارضة على ضرورة تشكيل اللجنة العسكرية التي ينص عليها اتفاق انتقال السلطة بهدف وقف العنف في أسرع وقت، مؤكدا أن عدم تشكيل اللجنة يؤثر على تشكيل الحكومة التي كان من المفترض أن ترى النور في غضون 48 ساعة، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس. وارتفعت حصيلة عمليات القصف التي تنفذها القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والاشتباكات مع المسلحين المعارضين منذ ليل الأربعاء - الخميس إلى 25 شخصا، وذلك على الرغم من اتفاق انتقال السلطة في اليمن ودعوات من المعارضة والمسؤولين المحليين لوقف النار.

وأكدت مصادر محلية أن خمسة أشخاص قتلوا خلال أمس (الجمعة)، وأصيب 20 آخرون بجروح، وبعضهم أصيب خلال تشييع قتلى الخميس، كما أن القصف والاشتباكات العنيفة كانت مستمرة حتى ليل الجمعة بينما تم إحراق دبابة تابعة للجيش بالقرب من مبنى المرور في غرب المدينة. وتم تأكيد مقتل الخمسة من قبل مصدر طبي.

وذكرت مصادر طبية في وقت سابق أن القصف الذي استهدف حي الروضة والأحياء المحيطة بساحة الحرية التي يعتصم فيها المحتجون في تعز، أسفر عن مقتل فتاة تدعى نورية الحميري قبل فجر أمس.

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر أمني، أن الاشتباكات في تعز أسفرت عن مقتل ثلاثة عسكريين بينهم عقيد. كما اتهم المصدر مسلحين تابعين لأحزاب المعارضة بالعنف.

وقال المصدر إن هؤلاء المسلحين قاموا «بمهاجمة وقصف عدد من المنشآت الحكومية ومواقع عسكرية في الحزام الأمني الغربي للمدينة، فضلا عن محاولة إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط المدينة بمديريات الحجرية والساحل».

واتهم المصدر المسلحين المعارضين بقتل العقيد عبد الحكيم الكلعي أمام أفراد أسرته. وذكر شهود عيان ومصادر محلية أن القصف استمر منذ ليل الخميس - الجمعة على تعز، بينما استمرت القوات الموالية المتمركزة عند أطراف المدينة بمحاولة الدخول إلى وسطها وواجهت مقاومة عنيفة من قبل المسلحين المناصرين لـ«ثورة الشباب». كما ذكرت مصادر محلية أن قوات الجيش تلقت تعزيزات عسكرية جديدة بالعتاد والرجال من محافظة لحج الجنوبية.

وأكد مصدر محلي لـ«فرانس برس»، أن القصف «مستمر على الرغم من دعوة المحافظ للوقف الفوري لإطلاق النار وهو ما لم يتحقق».

وكانت عمليات القصف والاشتباكات التي بدأت ليل الأربعاء - الخميس في تعز أسفرت عن 16 قتيلا بينهم خمسة عسكريين وثلاثة مسلحين مدنيين معارضين.

وتستمر أعمال العنف في تعز على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء المكلف محمد سالم باسندوة، وهو قيادي في المعارضة، بإعادة النظر في موقفه إذا لم يتوقف القصف في تعز.

ويأتي ذلك في حين لم يتم بعد تشكيل اللجنة العسكرية التي يفترض أن تقوم بإزالة المظاهر المسلحة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية. وأكد المتحدث باسم المعارضة البرلمانية محمد قحطان، أن التصعيد الدامي في تعز يفرض تشكيل اللجنة العسكرية بأسرع وقت وأن عدم تشكيلها سيؤثر على تشكيل الحكومة. وقال قحطان «عدم تشكيل اللجنة يؤثر طبعا على تشكيل الحكومة، ومن الصعب على الحكومة أن تتشكل إن لم يكن هناك حل لهذه المشكلة»، مشددا على أن عدم تشكيل اللجنة من قبل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي «يفاقم هذه الأحداث وبالتالي يهدد الجهود السياسية بالانهيار». وفي صنعاء، تجمع عشرات الآلاف من المؤيدين للحركة الاحتجاجية لأداء صلاة الجمعة في شارع الستين عند حدود ساحة التغيير التي يعتصم فيها «شباب الثورة السلمية». وندد المصلون بقصف تعز ورددوا هتافات مؤيدة لأهالي المدينة، وهتفوا «يا الله يا معز، انصر واحفظ تعز».

وفي عدن أصيب مسؤول اللجان القبلية التي تحارب «القاعدة» في مدينة لودر بمحافظة أبين الجمعة في انفجار عبوة ناسفة زرعها عناصر التنظيم المتطرف، مما أسفر أيضا عن مقتل أحد المرافقين بحسب مصادر محلية، وذلك في ظل توتر شديد بين القبائل و«القاعدة».

وفي سياق آخر، قتل ضابط ورجل آخر برصاص مجهولين في محافظة حضرموت الجنوبية بحسب شهود عيان. وقال مصدر محلي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «عبوة ناسفة استهدفت توفيق حوس مسؤول اللجان الشعبية التي تخوض صراعا مسلحا مع (القاعدة) في لودر، مما أسفر عن إصابته واستشهاد أحد مرافقيه».

وذكر أحد هذه المصادر، أن «توترا شديدا تشهده المنطقة بين (القاعدة) والقبائل»، مشيرا إلى أن «العشرات من أبناء القبائل توافدوا من الأرياف إلى وسط المدينة للدفاع عنها».