كردستان: حرق مقرات للاتحاد الإسلامي وبارزاني يدعو لاحترام التعايش القومي والديني

غداة حرق محلات لبيع الكحوليات ومركز للتدليك في زاخو

TT

غداة تعرض عدد من مقرات الاتحاد الإسلامي الكردستاني في محافظة دهوك شمال العراق إلى الحرق في رد فعل على أعمال شغب قام بها متظاهرون بعد صلاة الجمعة استهدفت محلات لبيع الخمور ومركزا للتدليك في زاخو التابعة للمحافظة، دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس المواطنين إلى احترام «التعايش السلمي القومي والديني والمذهبي».

وكان عشرات الشبان هاجموا عقب صلاة الجمعة مركزا التدليك وعشرين من مخازن بيع الكحول وأربعة فنادق تضم نوادي ليلية في قضاء زاخو وناحية سميل، في شمال وجنوب غربي دهوك (410 كلم شمال بغداد). وحسب وكالة الصحافة الفرنسية تعرض عدد من رجال الشرطة ومدنيون إلى إصابات في المحافظة التي تقع ضمن إقليم كردستان العراق وتتمتع باستقرار أمني كبير مقارنة بباقي مناطق البلاد. وعلى أثر ذلك الحادث، قامت مساء الجمعة مجموعات أخرى بمهاجمة مقرات حزب الاتحاد الإسلامي في دهوك، مما دفع الأخير إلى اتهام الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني بإحراق مقراته. ونفى الحزب تورط مناصريه بأعمال الشغب التي استهدفت محلات بيع الخمور ومركز التدليك. وطالب الحزب في بيان مناصريه «بالهدوء وتجنب ردود الأفعال».

إلى ذلك، أصدر رئيس إقليم كردستان بيانا أمس حول الأحداث شدد فيه على أن الحفاظ على التعايش السلمي ليس واجب حكومة الإقليم فحسب بل واجب كل أهالي كردستان. وجاء في البيان «مع الأسف قام عدد من الشبان وبتشجيع من بعض أساتذة الدين بأعمال تخريبية أثارت الفوضى في مدينة زاخو وتهجموا على مناطق سياحية وخاصة تلك التابعة للإخوة المسيحيين والايزيديين، ويبدو أن هذا العمل تم وفق برنامج معد مسبقا، وبعد هذه الفوضى قام ومع الأسف عدد من المواطنين وكرد فعل للحادث بالتعدي على مقار تابعة للاتحاد الإسلامي وهذا أيضا عمل غير شرعي». وأوضح بارزاني أن «قوات الداخلية بذلت ما بوسعها للسيطرة على الفوضى لكنها لم تتمكن من ذلك، لذا وفي الوقت الذي أدين فيه كل هذه الأعمال غير الإنسانية واللاقانونية.. أطالب أهالي كردستان بأن يجعلوا من التعايش السلمي القومي والديني والمذهبي هدفا رئيسيا لهم، وأن يحترموا ذلك التعايش الذي أصبح جزءا من الموروث الشعبي لكردستان منذ عدة سنين، والذي أصبح اليوم محط احترام كل دول العالم».

وأضاف رئيس الإقليم أنه «لوقف تكرار أي عمل غير قانوني كالذي حصل الجمعة، قررت تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الحادث، واتخاذ السبل القانونية تجاه الأشخاص الذين نفذوا ذلك الاعتداء، من أجل إنزال أشد القصاص بهم». واعتبر رئيس الإقليم أن «الحفاظ على التعايش الأخوي السلمي بين مكونات كردستان ليس واجب حكومة الإقليم فحسب، بل هو واجب يقع على عاتق كل أهالي كردستان ويتوجب عليهم الدفاع عنه، وأن لا يسمحوا بأي شكل من الأشكال لأي شخص أو جهة بأن تزعزع هذا التعايش وأن تسخر نفسها لانتهاك حرمة القانون والأمان في الإقليم». واختتم بارزاني بالقول «بالتأكيد سأدافع بكل ما هو مستطاع، عن الحرية والتعايش السلمي والحفاظ على حقوق كل مكونات الشعب الكردستاني».

إلى ذلك، أكد مسؤول إعلام مستشفى زاخو، عماد برواري، أن حصيلة الأحداث التي شهدتها المدينة بلغت 30 جريحا غالبيتهم من أفراد الشرطة والأمن. وفي أعقاب ذلك، دعت اللجنة الأمنية في زاخو المواطنين إلى الهدوء والتعاون مع الأجهزة الأمنية عبر رسالة متلفزة، مؤكدة أن الوضع الأمني مستقر وتحت السيطرة مؤكدة أنها شكلت لجنة للتحقيق في ملابسات الحادث.