«الهنود الحمر» لا يحتفلون بـ«عيد الشكر» حزنا على هزيمتهم

اختاروا العزلة وعدم الاستسلام

TT

في كل سنة، تتجمع العائلات الأميركية، يوم رابع خميس من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد الظهر وقبل غروب الشمس، حول وجبة «تيركي» (ديك تركي، حبشي، رومي).

لكن، عندما تتجمع العائلات حول الديك في «عيد الشكر» في كل الولايات الأميركية، لا تفعل ذلك كثير من عائلات ما تبقى من الهنود الحمر، التي تعيش الآن في أكثر من عشر مستوطنات موزعة على هذه الولايات، وخاصة في ولايات: أريزونا، ونيومكسيكو، وفلوريدا، وإيداهو.

كيف يحتفلون ويأكلون ويشربون ويشكرون، والناس حولهم يفعلون ذلك لأنهم غزوا أرضهم، واحتلوها، وسيطروا عليها؟ وكيف يفعلون ذلك والناس يشكرون الله، وهم (أو أغلبيتهم) يعبدون غير الله؟

إن الاسم الأصلي لعيد الشكر الأميركي هو «ثانكسغيفينغ تو غود»، (شكر الله). ويشير إلى أول مائدة عملاقة تجمع حولها 102 شخص، هم أول مسيحيين هاجروا من أوروبا إلى أميركا، في مستعمرة بليموث (الآن في ولاية ماساتشوستس) في خريف سنة 1621.

منذ ذلك الوقت، صارت نهاية موسم الحصاد، وقبل حلول الشتاء، مناسبة وطنية وعائلية لشكر الله. في وقت لاحق، أصدر الكونغرس قانونا جعلها عطلة رسمية، وحدد لها رابع يوم خميس في شهر نوفمبر.

وقال جيرمي بانغز، مدير متحف «المهاجرين إلى أميركا» في بوسطن (ولاية ماساتشوستس) إنه في ذلك اليوم، لم يكن هناك طعام كاف للمهاجرين الجدد، وتطوع الهنود الحمر وقدموا لهم أطعمة، وساعدوهم في طبخ الطعام. وبعد نهاية الأكل، انحنى المهاجرون المسيحيون وصلوا، وفعل ذلك بعض الهنود الذين كانوا في المكان. لكن، لم تفعل ذلك أغلبيتهم، الذين رأوا المسيحية دينا غريبا عليهم. (تفاصيل المنتدى الثقافي) لا يمكن التقليل من أهمية الدين المسيحي في عيد الشكر الأميركي. وفي الصراع بين الأميركيين والهنود الحمر حتى اليوم. في الحقيقة، كان الاسم الأصلي للمهاجرين هو «بيلغريمز» (الحجاج)، وذلك لأنهم اعتبروا أنفسهم حجاجا عندما غادروا أوروبا إلى الدنيا الجديدة. ليس فقط لأنهم توكلوا على الله، ولكن، أيضا، لأنهم صلوا وعاهدوا الله على نشر كلمة المسيح في المكان الجديد. وطبعا، كان المقصودون هم الهنود الحمر. في الجانب الآخر، كان الهنود الحمر، لآلاف السنين، يعبدون الأصنام والأشجار والأجداد وزعماء القبائل، وأشياء أخرى متنوعة.

وعلى الرغم من وجود معابد (بعضها حفر ينزل إليها الشخص ويصلي وسط تماثيل وهياكل بشرية)، لا يمكن اعتبار دينهم دينا مؤسسا ومنظما مثل الأديان المعاصرة. كما أن دينهم يخلط بين القبلية والثقافة، وفي كثير من الأحيان يعتبر الطبيب القبلي شخصا يستحق العبادة، وتعتبر الأدوية القبلية أدوات عبادة.