ما نريده هو اختلاف الأفعال

TT

> تعقيبا على مقال رضوان السيد «الإسلام السياسي والانتخابات بعد الثورات»، المنشور بتاريخ 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: لم يكن فوز الإسلام السياسي في أي بلد عربي تجري فيه انتخابات، أمرا غريبا، فهناك مسببات كثيرة لهذا الفوز، أولها، وأهمها، القدرة المالية لتلك الأحزاب التي تعتبر أمرا ضروريا في هذا العصر الذي تبحث فيه الشعوب عن التطور والرفاهية والشبع الغذائي! وكذلك الغنى الفكري لتلك الأحزاب والحلول النظرية لمشاكل المجتمع التي ترسخت بداخله، أي المجتمعات العربية، فكرة أن فقرها ناتج عن فساد حكامها المنقلب عليهم، لكن عمليا لن تستطيع هذه الأحزاب التدرج الانتخابي مستقبلا، وكمثال على ذلك وكعينة عملية يمكننا أن نأخذ العراق مثلا، فبعد دورة انتخابية واحدة تراجعت حظوظ الأحزاب الإسلامية السياسية السنية والشيعية، ولولا الضغط والحشد المذهبي، لشاهدنا تقهقرا أكبر لتلك الأحزاب ورأينا صعود تيار الليبراليين نحو الضعف وأكثر بمرور دورة واحدة، وسبب ذلك كان صدمة المجتمع بالواقع الفعلي المبني على أن أفراد تلك الأحزاب، وبالذات الفئات المنفذة منه، أي الدرجات الوسطى وما دون، هي من المجتمع وتحمل أمراضه وعلله وبالتالي كل مساوئ الفساد وغيره معشعشة فيه لا فرق بينها وبين أفراد الأنظمة السابقة إلا بالشعارات والملبس.

شامل الأعظمي - فرنسا [email protected]