ألمانيا تجدد رفضها لإصدار سندات أوروبية مشتركة

ميركل تتعرض لانتقادات في الداخل لموقفها

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (أ.ب)
TT

جدد وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله رفضه لإصدار سندات أوروبية مشتركة، نافيا أن يكون ذلك وسيلة لحل أزمة الديون الراهنة في منطقة اليورو.

وقال شويبله في تصريحات لصحيفة «باساور نويه بريسه» الألمانية الصادرة أمس إن الضمان المشترك للديون أمر مستبعد وفقا للمواثيق الأوروبية، وأضاف: «لا يمكن أن يكون هناك سندات أوروبية مشتركة. سيصبح عبئا على الاقتصاد الألماني إذا قمنا بضمان ديون جميع الدول».

وفي الوقت نفسه بحسب وكالة الأنباء الألمانية أكد شويبله ضرورة تنفيذ قواعد ميثاق الاستقرار النقدي والنمو الأوروبي وإجراء تعديلات في معاهدات الاتحاد الأوروبي، وقال: «يتعين أن يكون هناك مؤسسة أوروبية تراعي أن يتم ضبط موازنات الدول الأعضاء إذا لم تطابق القواعد السارية. إننا بحاجة إلى تعديلات سريعة في المعاهدات من أجل تلك النقاط».

وأضاف شويبله: «يتعين أن نظهر أن العملة المشتركة لـ17 دولة قادرة على العمل... لو كنا استطعنا تحقيق اتحاد مالي حقيقي ومستقر ومستدام في أوروبا لكنا في موقف جديد ومختلف تماما».

وواجهت المستشار الألمانية أنجيلا ميركل السبت انتقادات متزايدة بسبب موقفها إزاء الأزمة المالية الأوروبية حيث حثها سياسيون بارزون على إعادة النظر في رفضها لإصدار سندات اليورو.

فقد قال مفوض الطاقة الأوروبي غونتر اتينغر في مقابلة مع دي فيلت «لا يمكن أن يستبعد المرء قطعيا اللجوء إلى سندات اليورو، إذ قد تكون تلك السندات حيوية».

وفي مقال تحت عنوان «حتى متى تقاوم ميركل الضغط؟» قالت الصحيفة إن اتينغر المنتمي إلى حزب ميركل يعرب عن رأي الغالبية في منطقة اليورو. وكانت ميركل قد تمسكت بموقف متشدد تجاه طرح سندات اليورو، حيث قالت إن ألمانيا (صاحبة الاقتصاد الأكبر في أوروبا وصاحبة تكلفة الاقتراض الأقل) ستكون المتحمل للعبء الأكبر لإصدار سندات اليورو.

يذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت من قبل رفضها لإصدار سندات أوروبية مشتركة، حيث قالت الجمعة في بيان حكومي حول أزمة الديون في منطقة اليورو أمام البرلمان الألماني (بوندستاج) إنه ليس من الممكن في الوقت الراهن الاستعانة بمثل هذه السندات كتدابير إنقاذ لمواجهة أزمة الديون، وأضافت أن «الضمان المشترك لديون الآخرين» مسألة ليست محل تفكير.

وتعتزم ميركل عقد قمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد غد لبحث خطة لإصلاح الاتحاد النقدي، تشمل تشديد العقوبات بحق دول اليورو المخالفة لقواعد الاستقرار المالي وضبط الميزانية، كما تتضمن هذه الخطة تشديد الرقابة على خطط الموازنة لدول المجموعة.

ويعقد زعماء الاتحاد الأوروبي قمة يومي الثامن والتاسع من الشهر الجاري لإجراء مشاورات حول سبل حل أزمة الديون في منطقة اليورو.

وفي منتدى اقتصادي في هامبورغ الجمعة قال المستشار السابق هيلموت شميت إن موقف ميركل المتصلب يهدد البلاد.

وقال شميت البالغ الثانية والتسعين من عمره «لقد جعلت ميركل بسياساتها ألمانيا معزولة في أوروبا». يذكر أن شميت سياسي يحظى بالاحترام ويدعم بقوة المزيد من الاندماج داخل أوروبا موحدة.

وأضاف شميت قائلا: «دائما ما تكون العواقب سيئة حينما تكون ألمانيا معزولة داخل أوروبا».

وأطلق على ميركل لقب «المستشارة الحديدية» لموقفها منذ اندلاع الأزمة، ومن المقرر أن تلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غدا.

وبعد ذلك يلتقي الزعماء الأوروبيون في بروكسل الخميس والجمعة في أحدث مسعى لحل أزمة الديون التي دفعت بالكثير من البلدان الأعضاء بمنطقة اليورو إلى حافة الإفلاس، وأدت لتوتير الأسواق العالمية وهزت أساسات الاتحاد الأوروبي.