قطاعا الأجهزة الإلكترونية والمنزلية مرشحان للنمو في السعودية بمعدل 8% سنويا

الرئيس التنفيذي لـ«إكسترا»: حجم القطاعين سيصل إلى 8 مليارات ريال بحلول 2015

يتوقع أن ينمو متوسط الدخل الإجمالي السنوي بنسبة 37% خلال السنوات الـ5 المقبلة مما يعزز الإنفاق بقطاعات الإسكان والأجهزة الإلكترونية والمنزلية («الشرق الأوسط»)
TT

توقع خبير في قطاعي الأجهزة الإلكترونية والمنزلية نموهما في السعودية خلال الأعوام ما بين 2011 وحتى 2015 بمعدلات مركبة تتجاوز 8 في المائة بشكل سنوي، ليبلغ حجم الإجمالي للقطاعين نحو 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) بحلول 2015.

وقال محمد جلال الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للإلكترونيات «إكسترا» إن معدل نمو قطاعي الأجهزة الإلكترونية والمنزلية السعودي خلال الأعوام القليلة الماضية تفوق على معدل نمو الاقتصاد الوطني الكلي، مشيرا إلى أنه في عام 2010 نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة جيدة بلغت 3.4 في المائة، في الوقت الذي حقق فيه قطاعا الأجهزة الإلكترونية والمنزلية ثلاثة أضعاف هذا النمو ليتوسع بنسبة قاربت 11 في المائة بعد أن فاقت حجم مبيعاته 19 مليار ريال (5 مليارات دولار).

وسجل قطاعا الأجهزة الإلكترونية والمنزلية في السعودية معدل نمو سنويا مركبا بلغ 15 في المائة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2005 و2010 مع دخول السوق المحلية مرحلة النضوج، إلا أن معدلات هذا النمو ستبقى قوية إلى حد كبير.

وأضاف جلال الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة قرب طرح جزء من شركته للاكتتاب العام: «ينبئ النمو الذي يشهده الاقتصاد المحلي والخطط طويلة الأمد التي يتم وضعها للقطاعات غير النفطية بالإضافة إلى النمو في التعداد السكاني وعدد المساكن ومعدل دخل الفرد بتحقيق مزيد من النمو في قطاعي الأجهزة الإلكترونية والمنزلية وبمعدلات مركبة تناهز 8 في المائة سنويا خلال الفترة من 2011 إلى 2015 ليبلغ الحجم الإجمالي لقطاعي الأجهزة الإلكترونية والمنزلية في المملكة أكثر من 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) بحلول عام 2015».

وأرجع الرئيس التنفيذي لـ«إكسترا» النمو الذي شهده قطاعا الأجهزة الإلكترونية والمنزلية خلال الأعوام القليلة الماضية إلى عدد من العوامل المترابطة، حيث بين أن التطور المستمر في قطاع التكنولوجيا أدى إلى توفير منتجات أسرع وأفضل وأرخص، الأمر الذي دفع المستهلكين في السعودية إلى الإقبال بشكل أكبر على شرائها.

ولفت جلال إلى أن شريحة الشباب الذين لا تتعدى أعمارهم 30 عاما تشكل 65 في المائة من إجمالي سكان السعودية، وهذه الشريحة هي أحد الدوافع الرئيسية لقطاع الأجهزة الإلكترونية لحرصهم على سرعة اقتناء أحدث التكنولوجيا «كما رأينا عند طرح كل من أجهزة (آي باد)، و(آي فون)، و(غالاكسي) من (سامسونغ).

وقال: «هذه المستجدات في عالم التكنولوجيا تساهم بشكل جذري في تغيير سلوك وأسلوب حياة الفئات الشابة، وسنرى ذلك مجددا عند توفر التكنولوجيا الجديدة للشاشات المسطحة القابلة للطي والتي تستخدم المواد العضوية في صناعتها والتي يرمز لها ب(أو إل يا دي) لتعطي أقصى درجة للوضوح وأقل درجات في السماكة، وستقدم لأول مره في معرض (سي أي إس) بالولايات المتحدة الأميركية في بداية 2012». وأضاف أن التطور المستمر للتطبيقات والبرامج سواء على الإنترنت أو القابلة للتنزيل على الأجهزة تساهم بشكل كبير في سرعة تطور التكنولوجيا.

وأكد أنه من اللافت أيضا النمو المتسارع لسكان المملكة؛ حيث تشير المعطيات الحالية إلى أن المملكة ستحتاج إلى توفير نحو 1.5 مليون منزل جديد بحلول عام 2015، كما يوجد توجه آخر يتمثل في الميل إلى شراء البيوت الصغيرة التي تعيش فيها أسر قليلة الأفراد بعد أن كان السائد هو أن تعيش العائلة بكاملها في بيوت كبيرة.

وتابع: «بالنسبة للمدن الكبيرة، من المتوقع أن ينمو الطلب على البيوت التي تتسع لـ1 إلى 3 أشخاص بنحو 18 في المائة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، مما سيؤدي إلى زيادة مبيعات قطاع الأجهزة المنزلية».

وشدد جلال على أن السعودية تتمتع بمنظور اقتصادي مستقبلي إيجابي؛ إذ تدل المؤشرات الاقتصادية على أن ارتفاع إيرادات النفط وازدياد الإنفاق الحكومي سيكون كفيلا بتعزيز الاقتصاد، وبالتالي زيادة القوة الشرائية للمستهلك، متوقعا أن ينمو متوسط الدخل الإجمالي السنوي بنسبة 37 في المائة على مدى الأعوام الخمسة المقبلة؛ الأمر الذي سيعزز الإنفاق في قطاعات الإسكان والأجهزة الإلكترونية والمنزلية.

وتشير «إكسترا» إلى أن الدراسات التي أجراها أحد بيوت الخبرة العالمية إلى ميل المتسوقين لقضاء وقت أكبر في المتاجر، ويعزى ذلك في جانب منه إلى أن العملاء يرون في التسوق نشاطا ترفيهيا خارج المنزل. ويقضي المتسوقون اليوم وقتا أكبر في المقارنة بين العلامات التجارية، واستعراض مزايا وأسعار المنتجات التي تقدمها متاجر التجزئة المختلفة؛ وهذا بدوره يعزز سعي هذه المتاجر لأن تكون أكثر تنافسية، الأمر الذي يصب بشكل كبير في مصلحة العملاء.

وقال جلال: «تقدم سلاسل التجزئة الكبرى للأجهزة الإلكترونية والمنزلية هنا في السعودية فرصا مهمة، حيث تجدر الإشارة إلى أن هذه السلاسل في الأسواق العالمية المتقدمة تمثل ما يقارب من 50 في المائة من إيرادات قطاعي الأجهزة الإلكترونية، بينما ينخفض هذا الرقم في السعودية إلى 13 في المائة». وأكد أنه من الطبيعي أن يكون التوجه إلى أن تحل سلاسل التجزئة الكبرى محل المتاجر المستقلة الصغيرة مع توقعات بتحقيقها معدل نمو بنسبة 55 في المائة بحلول عام 2015، لتحقيق حصة سوقية تزيد على 20 في المائة؛ الأمر الذي يعد فرصة كبيرة أمام سلاسل التجزئة الكبرى الموجودة حاليا بالسوق السعودية، على حد وصفه. ولفت إلى أن المنطقة الوسطى من السعودية تتمتع بالحصة السوقية الأكبر من إجمالي مبيعات الأجهزة الإلكترونية والأجهزة المنزلية، حيث سجلت 7.36 مليار ريال (1.9 مليار دولار) عام 2010، وقد شهدت هذه المنطقة، التي تضم منطقة الرياض، نسبة الإنفاق الأعلى لشراء الأجهزة الإلكترونية والمنزلية في المملكة.

وأضاف الرئيس التنفيذي لـ«إكسترا» أن المنطقة الغربية، التي تضم مناطق مكة والمدينة المنورة ومدينة جدة، ساهمت بنسبة 30 في المائة من إجمالي المبيعات بما يعادل 5.77 مليار ريال (1.5 مليار دولار)، حيث تستأثر المنطقتان الوسطى والغربية معا بما يزيد على 68 في المائة من حجم السوق الإجمالية بقيمة تخطت 13 مليار ريال (3.4 مليار دولار) العام الماضي.