واشنطن: الخوف من حرب أهلية ليس عذرا لتأييد الأسد

ردا على تحذيرات المالكي من سقوط النظام السوري

TT

رغم حذر واشنطن من نقد حكومة العراق بسبب حساسية فترة خروج آخر جندي أميركي من العراق، ردت على تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأخيرة بأن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد سوف يسبب حربا أهلية في سوريا، وقالت الخارجية الأميركية إنها تؤيد رغبات الشعب السوري بوجوب رحيل الأسد، وإن التخوف من حرب أهلية يجب ألا يكون عذرا لعدم تحقيق ذلك. وكان المالكي قال: إن سقوط الأسد لن يؤدي إلى حرب أهلية في سوريا فقط، وإنما أيضا إلى عدم استقرار وإلى اضطرابات في كل منطقة الشرق الأوسط. وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «الواضح أن هناك كثيرا من الأشياء المجهولة في سوريا. لكن الآن، الشيء المعروف والواضح هو أن هناك صرخة عامة جدا وسلمية للتغيير الديمقراطي. ونحن، لهذا، يجب أن ندعم هذه العملية. ويتعين علينا أن نؤيد الشعب السوري ليحقق طموحاته نحو الحرية». وأشار تونر إلى اجتماع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية، مع المعارضة السورية في الأسبوع الماضي، وقال: إنه «يؤكد حرصنا على مساعدتهم على رسم طريق نحو تحول ديمقراطي سلمي».

وكان تونر، قبل أسبوعين، قد رفض التعليق على امتناع العراق عن التصويت عندما صدر قرار الجامعة العربية حول سوريا. ورفض أيضا أن يجيب على سؤال بأن الموقف العراقي يتناقض وتصريحات أميركية كثيرة بأنه مع انسحاب القوات الأميركية من العراق، يستمر التنسيق بين البلدين في المواضيع المحلية والإقليمية، وقال: من دون الإشارة إلى اسم العراق: «كل ما نريد من جيران سوريا هو مواقف أقوى ضد نظام الأسد». وتتحاشى واشنطن أن تنتقد العراق أو اليمن ولبنان بسبب عدم تأييد قرار الجامعة العربية، لأن الموضوع، أولا، كان تصويتا داخل الجامعة العربية، وتراه الخارجية الأميركية شأنا عربيا داخليا. وثانيا، لأن الخارجية الأميركية تتفهم مواقف بعض هذه الدول، وخاصة لبنان الذي تربطه علاقة قوية وحساسة مع سوريا، وأيضا، العراق، بسبب وجود عشرات الآلاف من العراقيين في سوريا، وهم الذين كانوا هربوا بعد الغزو الأميركي للعراق سنة 2003. ورغم أن الخارجية الأميركية كانت أدانت اعتراض كل من الصين وروسيا على قرار مجلس الأمن، قبل شهرين، ضد سوريا، وكانت انتقدت الدولتين نقدا حادا، ترى أن وضع الدول العربية الثلاث يحتوي على حساسيات بسبب تعقد علاقات هذه الدول بسوريا وبغيرها من الدول العربية.

وعن هذا، قال تونر، قبل أسبوعين: إن هذه الدول الثلاث «اختارت ما تريد، وهي التي تفسر ما اختارت». وفي إجابة على سؤال، في المؤتمر الصحافي اليومي، عن أخبار بأن عودة روبرت فورد، السفير الأميركي، إلى منصبه في دمشق، وأيضا عودة سفراء غربيين تدل على أن الغرب قرر «التعاون» مع الأسد، استنكر تونر السؤال، وقال ضاحكا: «هذا لا يصدق. هذا تفسير خاطئ لعودة السفير فورد»، وأضاف تونر بأن فورد عاد ليكون آذان وأفواه وأعين الأميركيين هناك، وليواصل الضغط على حكومة الأسد، وليعبر عن تأييد الحكومة الأميركية للمعارضة. وأضاف: «وليعبر عن قلقنا واشمئزازنا إزاء القمع الوحشي لحركة المعارضة السلمية. وليكون شاهدا، وليعمل مع المجتمع المدني هناك لتحقيق تحول ديمقراطي»، وقال: «أن يقول شخص عكس ذلك لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة».