ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في لبنان وتزايد المخاوف على أمنهم

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: يجب إنشاء مخيمات تؤويهم وتوفر لهم الحماية الأمنية

مظاهرة حاشدة في معرشمشة بإدلب تطالب برحيل الأسد
TT

كلّما ازدادت الأوضاع الأمنية في سوريا تدهورا، كلّما تضاعف القلق على وضع النازحين السوريين إلى لبنان، في ظلّ تزايد تدفقهم إلى شمال لبنان وإقامتهم في نقاط ومناطق قريبة جدا من الحدود السورية، وهي مناطق يبقى للأمن السوري تأثير عليها، وهذا ما عبّر عنه عضو «المجلس الوطني السوري» محمد سرميني، الذي وصف حالة اللاجئين السوريين في لبنان بـ«المقلقة».

وأكد سرميني لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك مخاوف أمنية على حياتهم بفعل وجودهم بالقرب من الحدود السورية، مع توقعات بازدياد أعدادهم بسبب الأوضاع الصعبة في سوريا». وطالب الدولة اللبنانية بأن «تتخذ موقفا رسميا يقضي بحماية هؤلاء اللاجئين بعيدا عن الاعتبارات السياسية». وقال: «إن الهيئة العليا للإغاثة (التابعة لرئاسة الحكومة اللبنانية) تقوم بجهودها على صعيد تقديم المواد الغذائية والطبية، لكن هؤلاء يحتاجون إلى رعاية الحكومة اللبنانية لهم أمنيا قبل كل شيء»، مطالبا بـ«إنشاء مخيمات تؤوي هؤلاء اللاجئين، وتوفير الحماية الأمنية من الدولة لهذه المخيمات، وبما يسهّل عملية إحصائهم ومعالجة احتياجاتهم بدل تشتيتهم في العديد من المناطق اللبنانية».

وأشار إلى أن «الإحصاءات التي يحوزها المجلس الوطني تظهر أن عدد اللاجئين السوريين إلى لبنان يفوق الستة آلاف شخص وهو مرشح ليصل إلى ثمانية آلاف لاجئ، وفي تركيا 7300 لاجئ، أما في الأردن فهناك نحو 5000 لاجئ، لكن ليست لدينا مخاوف أمنية عليهم في تركيا والأردن بخلاف لبنان».

إلى ذلك، أعلن رئيس إدارة الكوارث في جهاز الإغاثة والطوارئ، في «الجمعية الطبية الإسلامية» عبد الله الدبوسي، أن الجمعية «لديها إحصاء شبه دقيق لعدد اللاجئين السوريين في شمال لبنان». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الإحصاءات الموجودة لدى ائتلاف الجمعيات الخيرية في لبنان، تشير إلى أن عدد النازحين في شمال لبنان هو 6490 لاجئا موزعين على قرى عكار، وفي طرابلس والضنية، في حين أن هناك عددا لا بأس به منهم في البقاع، حيث يوجد في مدينة بعلبك 75 عائلة وفي عرسال نحو 100 عائلة». وقال: «نحن كجمعية نهتم بالملفات الطبية والاستشفائية للمرضى النازحين، خلال تسييرنا لعيادة نقالة هي عبارة عن مستوصف مع طبيب وممرضة ومسعف وصيدلية، ونجول على مراكز اللاجئين مرتين أو ثلاثا في الأسبوع في قرى وادي خالد ومشتى حسن وحلبا والكواشرة وببنين لتقديم الخدمة الطبية للمرضى، وقد بدأنا هذا العمل منذ أبريل (نيسان) الماضي ولا نزال على نفس الوتيرة»، لافتا إلى أن «الهيئة العليا للإغاثة تغطي استشفائيا نحو 80 في المائة من حاجات المرضى، في حين تغطي الجمعية الفارق والذي هو عبارة عن تحاليل مخبرية وصور شعاعية ومعاينات وأدوية وغيرها». وأضاف: «لقد عالجت عيادتنا النقالة 5500 حالة منذ أبريل حتى الآن، كما أننا نستضيف حاليا في مستشفى الشفاء في طرابلس 80 حالة استشفائية هي عبارة عن غسيل كلى وعمليات جراحية وتوليد وغيرها، كما أنشأنا مركز إسعاف في عرسال (البقاع) لتقديم إسعافات أولية لجرحى يصلون من سوريا قبل نقل هؤلاء الجرحى إلى مستشفى في شمال لبنان».

ولفت الدبوسي إلى أن «النازحين يحتاجون إلى مراكز إيواء مثل مدرسة كبيرة أو مجمّع، باعتبار أن إقامة مخيّم أمر مرفوض من قبل الحكومة اللبنانية». ولفت إلى أن «هناك عائلات سورية تقيم في غرف من التنك التي لا تتلاءم وفصل الشتاء، كما أن هناك أشخاصا ينامون في سيارات (فان) بسبب عدم توفر الأماكن التي تؤويهم». وردا على سؤال عن مصدر التمويل الذي يمكّنهم من هذه المساهمات، كشف أن «ائتلاف الجمعيات الخيرية في لبنان» الذي يضم جمعيات: الأيادي البيضاء، الإرشاد والإصلاح، الإرشاد الخيرية، وقف إحياء التراث والجمعية الطبية الإسلامية، لديه علاقات مع مؤسسات إنسانية في الدول العربية لا سيما في المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة، كما أن الائتلاف نظم حملات تبرع على الطرقات العامة وفي المساجد في شمال لبنان، بالتعاون مع رابطة الطلاب المسلمين في بيروت وجمعت مبالغ لهذه الغاية ولاقت تجاوبا كبيرا من عامة الناس».