رئيس مجلس ثوار طرابلس لـ «الشرق الأوسط»: إعادة الطابع المدني للعاصمة مطلب جماهيري ولكن لدينا أسئلة

القرضاوي يحذر في بنغازي من انتشار السلاح ويدعو للمصالحة الوطنية

متظاهرون ليبيون يحتجون على المظاهر المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما بدا أنه بمثابة تراجع عن خطط حكومية لنزع سلاح الثوار المنتشرين في مختلف أرجاء العاصمة الليبية طرابلس، نفى الدكتور عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة الانتقالية إعطاء مهلة للميليشيات لمغادرة طرابلس وقال: إنه يفضل المفاوضات، وأقنع بالفعل مجموعة مسلحة كبيرة بالمغادرة.

وتزامنت تصريحات الكيب مع إبلاغ عبد الله ناكر رئيس مجلس طرابلس «الشرق الأوسط» أن عملية نزع أسلحة الثوار ونقلهم إلى خارج العاصمة هي عملية حساسة ويحتاج تنفيذها إلى بضعة شهور على الأقل.

وقال ناكر الذي قدم على رأس قوة كبيرة من ثوار الزنتان وأصبح رئيسا لمجلس ثوار العاصمة الليبية، عبر الهاتف من مقره في طرابلس: «هذه العملية لن تتم في ليلة وضحاها ولن تتم في أسبوعين، هناك حاجة للتفاهم وللتشاور والإجابة على بعض الأسئلة المثارة في صفوف المقاتلين. وأضاف: نريد أن نعرف من سيتسلم السلاح وأماكن تخزينه ونوع الحماية التي سيتم توفيرها لهذه المخازن».

وشدد على أن إعادة الطابع المدني للعاصمة طرابلس هو أمر مطلوب بشدة استجابة للرأي العام المحلي، ولأن المسلحين وصلوا إلى هدفهم الرئيسي بالإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.

لكن ناكر تابع: لا أحد ضد نقل الأسلحة الثقيلة بحوزة الثوار إلى خارج المدينة لكن كيف ومتى ومن سيقوم بذلك؟ هذه أسئلة تحتاج لإجابات فورية.

واعتبر ناكر في وقت سابق أن مغادرة هؤلاء الرجال العاصمة لن تكون سهلة، حيث قال لوكالة الصحافة الفرنسية «من يضمن حقوق مقاتلي؟ ومن سيعوض لهم؟ بعضهم دفع ما يصل إلى 12 ألف دولار لشراء السلاح. يجب تعويضهم وتكريمهم».

واستطرد «نقول لهم: شكرا يمكنكم العودة إلى دياركم، هذا غير ممكن. لا توجد دولة حاليا ولم نتلق أي مقترح من الحكومة، عندما تتم إقامة مؤسسات فعليا، سنتحدث في الأمر».

واستغل يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في مسجد باب أجياد بمدينة بنغازي، ليحذر الليبيين من خطورة انتشار السلاح، مشددا على أنه يجب تسليم السلاح للحكومة لا أن يكون في أيدي الجميع.

ودعا القرضاوي الذي سينتقل اليوم إلى العاصمة طرابلس للقاء المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي ورئيس الحكومة الليبية، الليبيين إلى التسامح والعفو والعمل على بناء البلاد على أسس جديدة مبنية على التسامح واحترام حقوق الإنسان وأن يكون العفو شعار المرحلة المقبلة. وقال: إنه يتعين على الشعب الليبي والثوار أن يكونوا صفا واحدا خلال هذه المرحلة الحساسة من تاريخ ليبيا بعد الانتصار التاريخي على القذافي وأعوانه.

وتابع القرضاوي الذي أفتى بعد اندلاع الثورة الشعبية ضد القذافي في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي، مخاطبا الليبيين: «اتركوا الحقد والغضب، كم من عدو تحول إلى صديق».

كما أكد القرضاوي دعمه للحركات الاحتجاجية في اليمن وسوريا حيث تدور أعمال عنف منذ عدة أشهر، وقال في هذا الصدد «أقول لكم ستنتصر اليمن، ستنتصر سوريا، لأن الظلم لا ينتصر على العدل ولأن الطغاة لا ينتصرون على الشعوب».

إلى ذلك، وفي محاولة لاحتواء تذمر كتائب الثوار من تعرضها لما يصفه قادتها بحملات إعلامية وسياسية لتشويه موقفها قال رئيس الوزراء الليبي الكيب بعد اجتماع عقده في طرابلس مع وزير الخارجية الأسترالي الزائر كيفين رود «لم نعط أي مهلة».

وسئل عن موعد العشرين من الشهر الجاري الذي أعلنه من مكتب المجلس المحلي لطرابلس لكافة كتائب وسرايا الثوار لمغادرة المدينة في إطار استراتيجية جديدة لتخليص العاصمة من المجموعات المسلحة التي ساعدت قبل نحو 3 أشهر في الإطاحة بالقذافي وبقيت بها بعد ذلك، قال الكيب «لست من أعطى هذه المهلة»، معتبرا أن مثل هذا النهج التصادمي معيب.

وأضاف: «تحديد مهلة مدتها أسبوعان (وقول).. اخرجوا وإلا.. الأمور لا تدار بهذا الشكل، إنه بدلا من مواجهة الميليشيات على الملأ يجري مفاوضات معها».

وتابع: «هناك مجموعة وستدهشون.. سنبلغكم بمن تكون هذه المجموعة.. إنها لاعب رئيسي في هذا.. مجموعة من مقاتلي الحرية الذين جاءوا من مدينة أخرى». وأعلن الكيب أن قيادة الميليشيا التي تفاوض معها وافقت على الخروج من طرابلس بالإقناع وليس بالإكراه، مضيفا «لأننا تحدثنا معهم.. أدركوا الموقف وهم مهتمون بمغادرة المدينة....».

وبعدما لفت إلى أن قيادة الميليشيا التي تفاوض معها وافقت على الخروج من طرابلس بالإقناع وليس بالإكراه، قال رئيس الحكومة الليبية «لأننا تحدثنا معهم.. أدركوا الموقف وهم مهتمون بمغادرة المدينة....».

وجعلت الحكومة المؤقتة التي تولت السلطة قبل نحو أسبوعين تحسين الأمن أولوية لها، فيما يرى المراقبون أن تخليص العاصمة من الميليشيات التي جاء كثير منها من خارجها يشكل تحديا كبيرا يختبر قوة الحكومة الجديدة.

وتريد حكومة الكيب أن تنضم الميليشيات إلى الجيش الوطني الذي لم يتشكل بعد.

وقال قائد كتيبة من مصراتة إن القيادة العسكرية في المدينة أصدرت أمرا لكل مقاتليها بالعودة إلى بلدتهم، لكنه أضاف أنه سيواصل حفظ الأمن في المدينة إلى أن يتسلم أمرا كتابيا بالرحيل. وقال القائد محمد الدويلي إن كتيبته أسندت إليها مهمة في طرابلس ولن تترك المهمة قبل أن تتلقى خطابا رسميا بذلك. لكن المجلس العسكري لثوار مدينة مصراتة وجه أول من أمس توجيهات رسمية إلى كتائبه المسلحة في طرابلس للانسحاب منها استجابة لدعوة سكان المدينة الذين تظاهروا مؤخرا للمطالبة بإنهاء التواجد المسلح بالعاصمة وإخلاء شوارعها وميادينها من المسلحين، مشيرا في بيان إلى أن عملية الانسحاب من طرابلس ستشمل كذلك المكلفين بمهام أمنية من قبل الحكومة الانتقالية المؤقتة.

وفيما بدا أنه بمثابة تلويح بإمكانية العودة مجددا إلى طرابلس وفقا لشروط، دعا المجلس الحكومة الجديدة إلى مخاطبته رسميا في حال وجود حاجة ماسة لثوار مصراتة. وصمدت مدينة مصراتة التي تبعد نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس في مواجهة كتائب القذافي الأمنية وقواته العسكرية، رغم قصفها المتواصل لعدة شهور بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، ولعب ثوار مصراتة دورا بارزا في اجتياح الثوار لمعقل العقيد الراحل معمر القذافي في ثكنة باب العزيزية في العشرين من شهر أغسطس (آب) الماضي ما دفعه إلى الهروب إلى مسقط رأسه بمدينة سرت الساحلية قبل أن يعتقله الثوار ويقتلوه على الفور.

من جهة أخرى، وفي تأكيد على معلومات نشرتها «الشرق الأوسط» مؤخرا نقلا عن مصدر مقرب من الساعدي نجل العقيد القذافي المتواجد في النيجر حاليا بعدم صحة ما أعلنته السلطات الرسمية في المكسيك حول إحباطها محاولة لدخول أراضيها، وزع نك كاوفمان محامي الساعدي رسالة إلكترونية على بعض وسائل الإعلام تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها قال فيها: إن موكله هرب من ليبيا خوفا على حياته وهو يعبر عن امتنانه لحكومة النيجر التي منحته اللجوء فيها، ولكنه ينفي إعداد أي مخطط إجرامي أو رعايته لدخول المكسيك بصورة غير قانونية. وكان الساعدي البالغ من العمر 39 عاما وهو لاعب كرة قدم سابق ورئيس وحدات عسكرية في الجيش الليبي سابقا، قد تمكن من دخول أراضي النيجر في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي قبل أن تمنحه السلطات هناك حق اللجوء السياسي.