«الناتو» في انتظار طلب ليبيا لخدماته.. وجاهز للتعاون

الناطقة الرسمية باسم «الأطلسي»: دعوة الحلف مفتوحة لإعطاء دول المنطقة ما تحتاجه

TT

يردد مسؤولون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنهم متحمسون جدا للاستجابة لدعوة دول المنطقة العربية، وبخاصة ليبيا التي ينتظرون أن تبادر وتطلب مساعدة «الناتو» للإسهام في إعادة البناء، ويطمح الحلف إلى أن تنضم ليبيا لمجموعة الحوار المتوسطي كشريك للحلف ويتم التعاون والعمل في إطار تلك الشراكة، لكن مصادر ليبية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الدخول في شراكة مع الحلف عبر مجموعة الحوار المتوسطي قد لا تتم في الوقت الحالي، خصوصا أن إسرائيل واحدة من الدول الشركاء في هذه المجموعة ولليبيين تحفظات حول هذه النقطة. وبسؤال مسؤول رفيع من «الناتو» حول هذا الموقف، أكد أن هناك نوعا من الفهم الخاطئ للموضوع وأنه ليس على الليبيين التعامل أو الجلوس مع الإسرائيليين إذا كانوا جزءا من «الحوار المتوسطي»، وأن اتخاذ مثل هذا الموقف (عدم الانضمام) قد يحرج جيرانهم، مثل تونس ومصر اللتين تنتميان للمجموعة، وأنه إذا ما أرادت ليبيا التعاون مع «الناتو» فيمكن التفاوض حول الصيغة الملائمة التي تضمن احترام رغبة الجميع وتناسب الطرفين.

ومن جانبها قالت اوانا لونغيسكو، الناطقة الرسمية باسم حلف شمال الأطلسي، لـ«الشرق الأوسط» إن التحول نحو الديمقراطية في المنطقة العربية حاليا يمثل تحديا كبيرا، حيث تتعلق المسألة بالحرية، وأن الجميع يجب أن يعوا هذا. كما بينت أنه وبعد عقود من الديكتاتوريات ستأخذ الأمور وقتا لتتحسن، واعتبرت أن المرحلة ستكون «طويلة ومعقدة»، وأكدت أهمية علاقتهم بشركاء «الناتو» عبر «الحوار المتوسطي»، وقالت: «أتمنى أن نواصل البناء على هذه العلاقة». وبينت لونغيسكو في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» التي التقتها على هامش اجتماعات وزراء الخارجية الأعضاء في الحلف، أنه وبعد عمليات «الناتو» «الناجحة» في ليبيا وبناء على ذلك يبحث الحلف عن كيفية خلق علاقة ديناميكية مع دول من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشركاء آخرين في المنطقة. وهذا خاصة بعدما لاقاه الحلف من دعم من شركاء في المنطقة الذين قدموا دعما اتخذ أشكالا مختلفة سواء سياسية أو معلوماتية أو غيرها في عملية «الحامي الموحد».

وأكدت الناطقة باسم الحلف أن دعوة «الناتو» مفتوحة لإعطاء دول المنطقة ما تحتاجه من الدعم والتعاون، ومن هذه الدول ليبيا، وقالت: «نعلم أنهم يمرون بمراحل انتقالية، ونرى أنهم يواجهون تحديات كبيرة.. وبعض من دولنا مر بهذه المرحلة خصوصا بعد سقوط النظام الشيوعي.. نعلم أن هذه المرحلة ليست سهلة، ومستعدون لتقديم الدعم». وشرحت الناطقة باسم «الناتو» أن الدعم سيكون في إقامة وزارة دفاع في ليبيا مثلا، «خصوصا أنه لم تكن لهم مؤسسة عسكرية ويفتقرون إلى التجربة»، وتداركت: «هذا فقط عرض مفتوح من (الناتو)، ولا يعني أننا نحاول الضغط للقيام بمثل هذا العمل.. نحن فقط نبدي استعدادنا للاستجابة لهم إذا ما طلبوا منا».

وبينت أن الحلف مستعد لتقديم «تجربة دولنا الخاصة للتحول الديمقراطي في المجالين الأمني والدفاعي»، وأكدت أن «(الناتو) يستطيع المساعدة على تأطير وتكوين عسكريين، ورجال الأمن يفهمون جيدا أن دورهم حماية المدنيين لا التهجم عليهم». وتحدثت اوانا عن عدد من مراكز التدريبات أهمها «معهد الناتو الدفاعي» في روما، حيث يتبادلون برامج التدريبات مع الشركاء، ويوفر أيضا فرص الالتقاء بدول الحلفاء وتقاسم التجارب معهم.

وعن أنشطة «الناتو» أكدت اوانا أن عمل الحلف لا يقتصر على المجال العسكري فحسب، بل له نشاطات سياسية، وهو كما أنه تحالف عسكري هو تحالف للديمقراطيات، ومن أعماله أيضا مكافحة التهريب، والقرصنة، والإرهاب، وغزو الإنترنت.. وغيرها، وأكدت أنها «تحديات معقدة لا يمكن مواجهتها عسكريا فحسب، ولدينا عدد من الوسائل والشركاء، ونعمل بشكل قريب مع الأمم المتحدة والجامعة العربية وشركاء عالميين».

وتحدثت الناطقة باسم «الناتو» عن شركائهم في باكستان «إيساف» وهو التكتل الذي يضم، كما قالت، ربع العالم، وأضافت: «هو أكبر تكتل في التاريخ، وكل يقوم بدوره». وشرحت أن برامج عمله تشمل محاربة الفساد وتطوير البنية التحتية وبناء المدارس وكل ما قد تتطلبه عملية إعادة البناء.

واعتبرت لونغيسكو اجتماع وزراء الخارجية، الذي استمر على مدى يومين واختتم أعماله في بروكسل، أول من أمس، مهما، حيث إنه يمثل جزءا من التحضيرات لقمة «الناتو» التي ستعقد في شيكاغو في شهر مايو (أيار) من العام المقبل، والتي ستضع علامة في تاريخ «الناتو».