رئيس إقليم كردستان عن أحداث زاخو ودهوك: كان هناك تحريض وتقصير.. وسنحاسب المسؤولين

نائبه الحزبي نيجيرفان بارزاني: لن نسمح بأن تكون الاختلافات الدينية والسياسية مبررا للعنف

TT

كشف الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، النتائج الأولية للتحقيقات التي أمر بها فور اندلاع أعمال الشغب الأخيرة في قضاء زاخو ودهوك بإجرائها للتحقيق في أسباب ومجريات الأحداث، والتي اتسعت من مظاهر الاحتجاج على وجود مراكز للتدليك وبيع الكحول، إلى هجمات على مقرات الاتحاد الإسلامي الكردستاني وحرقها.

ونشر بارزاني على موقعه الخاص بشبكة الإنترنت خلاصة النتائج الأولية للتحقيقات، مشيرا إلى أن «تلك النتائج تشير إلى أنه كان هناك تحريض من قبل بعض الأطراف، كما كان هناك تقصير من مسؤولي الإدارات المحلية». وتوعد بارزاني باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الطرفين. وقال بارزاني «مرة أخرى أجدد احتجاجي وانزعاجي من الأحداث التي وقعت في منطقة زاخو والتي أدت إلى حرق العديد من المحلات التجارية والفنادق العائدة للمواطنين، ثم إحراق عدد من مقرات الاتحاد الإسلامي، وفي الوقت الذي أندد فيه بتلك الممارسات، أدعو جميع أفراد المجتمع إلى عدم السماح بظهور هذه الثقافة الغريبة في كردستان، فكردستان جميلة بثقافتها التسامحية والتعايش الديني والمذهبي والسياسي والقومي، وللأسف هناك من يريد الإضرار بتلك الثقافة». وأضاف «النتائج الأولية للتحقيقات تظهر وبشكل واضح وجود تحريض وتشجيع لتلك الأحداث، كما كان هناك تقصير من جانب المسؤولين في احتوائها وتطويقها، ولا يتشكك أحد في أننا سوف نحاسب الطرفين، المحرضين والمقصرين وفقا للقانون، وننتظر ظهور نتائج أخرى لتلك التحقيقات ليأخذ القانون مجراه».

الى ذلك و في أول موقف مندد بالأحداث التي شهدتها مناطق محافظة دهوك مؤخرا، أكد الرجل الثاني في الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يقوده رئيس الإقليم مسعود بارزاني، أن «الأحداث التي شهدتها زاخو وبقية مناطق محافظة دهوك، والتي رافقتها ممارسات التخريب والحرق والدمار، هي ظاهرة غريبة يحاول البعض تصديرها إلى المجتمع الكردستاني، الذي طالما افتخر بثقافة التسامح والتعايش والقبول بالآخر، ولذلك ليس هناك أي مبرر موضوعي لما حدث، ونحن في القيادة الكردستانية لن نقبل بأن يستغل البعض الحلافات الدينية والسياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية للجوء إلى العنف».

وأضاف نيجيرفان بارزاني، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في رسالة وجهها إلى شعب كردستان: «نحن كطرف أساسي في السلطة بإقليم كردستان، نرى أنه في الوقت الذي نسعى بكل جهودنا من أجل دعم أمن واستقرار الإقليم وحمايته من التهديدات والمخاطر الخارجية، هناك في الداخل من يحاول تكريس ثقافة جديدة وغريبة لا تتناسب مع القيم الاجتماعية والتقدمية التي يتمسك بها المجتمع الكردستاني»، مشيرا إلى أن «الأحداث التي اندلعت في مناطق محافظة دهوك تتزامن مع تطورات مهمة تشهدها المنطقة عموما، التي ينتظر منها أن يصل أبناء الشعب الكردي في بقية أجزاء كردستان إلى تحقيق حقوقهم القومية المشروعة، ولذلك نحن نعتقد أنه في مثل هذه الظروف البالغة الحساسية يجب أن لا نفتح على أنفسنا أبوابا لخلافات جديدة، وعلينا أن نضع المصالح العليا لشعبنا فوق أي اعتبار آخر، وذلك عن طريق تعميق أواصر الأخوة والوحدة الوطنية والتعايش السلمي، فكردستان تشهد تطورا مهما وتتقدم بخطوات سريعة نحو تأمين مستقبل أفضل لأبنائنا وأجيالنا المقبلة، وعلى الشعب الكردستاني وأحزابه السياسية أن تكون في مستوى هذه المتغيرات المهمة، وأن تقدر الحقوق والحريات التي تم تحقيقها للجميع، وفي حال وجود أي مطالب إضافية لهم، عليهم أن يتوجهوا إلى البرلمان وإلى الطرق القانونية لطرح مطالبهم، وليس باستخدام منابر المساجد لتحريض الناس على مثل هذه الأعمال الغريبة على مجتمعنا، وكما كان علماء الدين الأفاضل لهم دورهم الوطني في المواقف الصعبة ووجهوا الجماهير نحو تعميق شعورهم بمسؤولياتهم الدينية والقومية والاجتماعية، يجب أن تكون رسالتهم في مثل هذه الظروف بنفس المنهج الداعي إلى التعايش السلمي بين جميع المكونات».

وفي معرض إدانته للتجاوزات التي حصلت خلال الأيام المنصرمة في زاخو قال بارزاني: «نحن قلقون جدا من الأحداث التي وقعت في زاخو وبقية المناطق التي شهدت هجمات غير مقبولة وغير مبررة ضد ممتلكات وأموال الإخوة المسيحيين والإيزيديين، وألحقت أضرارا بليغة بالفنادق والمرافق السياحية، وما يثير قلقنا بشكل أكبر هو استغلال البعض لأي حدث من هذا القبيل لإثارة الفتنة وتعميق الخلافات من خلال الهجوم على مقرات الاتحاد الإسلامي، الذي كان ينبغي أن تبذل جهود أكبر لمنع حدوثه، ولذلك علينا العمل معا من أجل قطع دابر هذه المظاهر الغريبة التي تستهدف وحدة صفوف شعبنا، الذي ناضل على مر التاريخ للدفاع عن نفسه وعن هويته القومية، والذي يعيش اليوم في ظل الحرية والديمقراطية، ويجب أن لا نسمح لبعض الأطراف التي تحاول تأزيم أوضاعنا وإشاعة ثقافة غريبة على مجتمعنا الكردستاني»، وحذر نيجيرفان بارزاني من تداعيات تلك الأحداث وتأثيراتها السلبية على التجربة الكردستانية، وقال: «كلنا نعلم بالوضع الخطير الذي يعيشه المواطنون في بقية مناطق العراق بسبب خلافات أطرافهم السياسية، التي انتهج معظمها سياسة شطب الآخر فأحلوا بشعبهم كارثة حقيقية».