طالباني يستأنف مشاوراته.. والنجيفي والحكيم يجددان الدعوة إلى «الطاولة المستديرة»

مقرب منه لـ «الشرق الأوسط»: لا يزال في طور اللقاءات الثنائية

TT

كشف رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، الدكتور فؤاد معصوم، عن أن «فكرة عقد مؤتمر وطني عام لا تزال قائمة وتتفاعل داخل الوسط السياسي والكتل والأحزاب المختلفة على الرغم من صعوبة الوضع الراهن». وقال معصوم، المقرب من رئيس الجمهورية، جلال طالباني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس طالباني «لا يزال يجري مشاورات ثنائية ولم تصل المشاورات حتى الآن إلى تحديد الوقت والآلية الخاصة بالمؤتمر مع أن الجميع يدرك أهمية ذلك وأن كل من تم اللقاء بهم أبدوا استعدادهم للحضور والمشاركة».

وأقر معصوم بـ«صعوبة الوضع السياسي الراهن مع استمرار أزمة الثقة بين الأطراف بالإضافة إلى تصاعد المخاوف مما يجري في المحيط العربي، لا سيما في سوريا على العراق وهو أمر يشكل مصدر قلق للجميع».

وأضاف أن «رئيس الجمهورية عمل خلال الفترة الماضية على لقاء جميع القادة والمسؤولين الكبار بهدف إنضاج تصور كامل ونهائي لكيفية الخروج من المأزق الراهن وتجنيب البلاد المخاطر المحتملة على كل المستويات الداخلية والخارجية».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان سيكون بمقدور الرئيس طالباني تحقيق النجاح في مهمته قال معصوم إنه «في كل مرة يجري فيها لقاء بين الكتل برعاية طالباني أو تحت أي مبادرة سياسية، فإن الأطراف تتفق على المبادئ، وأحيانا التفاصيل، لكن ما إن يتم الشروع في التنفيذ حتى تظهر الخلافات مجددا»، ولهذا - يضيف معصوم - فإن «طالباني أكد للجميع خلال لقاءاته الثنائية معهم أن المرحلة الراهنة تختلف عن المراحل السابقة، وأن المؤتمر الوطني العام ليس مجرد مرحلة عابرة وتمضي مثل غيرها بل لا بد أن يؤسس لعلاقة جديدة بين الجميع، وهو ما يتم العمل عليه بتأن ودقة لأن الموقف حرج والوقت معا»، معتبرا أن «الفشل هذه المرة يمكن أن يكون كارثيا على الجميع».

على صعيد متصل أكد رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم، أهمية أن تعمل الكتل السياسية كافة على ترتيب البيت العراقي بهدف استعادة دور البلاد المؤثر في المنطقة العربية، فضلا عن تقريب وجهات النظر في ما يتعلق بالكثير من قضايا الدول المجاورة.

وقال بيان لمكتب النجيفي إنه أثناء مؤتمر صحافي مع الحكيم، شدد رئيس البرلمان على «ضرورة ترتيب البيت الداخلي العراقي استعدادا لمرحلة مقبلة يكون فيها العراق دولة مؤثرة في عموم المنطقة العربية، حيث يقوم بدور مهم في تقريب وجهات النظر في الكثير من قضايا الدول المجاورة». أما الحكيم فقد جدد «دعوته القوى السياسية للجلوس إلى الطاولة المستديرة بهدف تهدئة الأوضاع على الساحة السياسية وحل الملفات العالقة تزامنا مع انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية الشهر الحالي».

وأضاف الحكيم طبقا للبيان أن «اجتماعنا مع رئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي، أظهر أن الرؤى متقاربة»، ومن بينها «الدعوة التي كنت وجهتها إلى القوى السياسية لعقد اجتماع الطاولة المستديرة لمناقشة الأوضاع السياسية وحل الملفات العالقة».

كما أوضح الحكيم أنه بحث مع النجيفي «الأوضاع والتحولات الإقليمية وكيفية مساهمة العراق في مساعدة الأشقاء لإنجاح مشاريعهم، بما يعزز الاستقرار والرفاه والعيش الكريم لمواطنيهم».

وكان ممثل المرجع الديني الأعلى آية الله السيستاني في كربلاء، أحمد الصافي، قد دعا من جانبه، أمس، خلال صلاة الجمعة في كربلاء، الكتل السياسية إلى تحمل المسؤولية ورص الصفوف مع قرب الانسحاب الأميركي من البلاد نهاية العام الحالي. وقال الصافي إن «على المسؤولين والسياسيين الجلوس في ما بينهم وحل المشاكل في البلاد بشكل جدي ووضع الخطط الإيجابية للنهوض بالبلد». وأضاف أن «على الساسة تحسس المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولا بد من تعزيز ثقافة المواطنة في أنفسهم، ومن ثم تعميمها في خطاباتهم على الآخرين»، مشيرا إلى أن «البلاد بحاجة إلى إخلاص حقيقي لبنائها، فضلا عن إصلاح ما تضرر في البنى التحتية، وإرجاع العراق إلى مصافه الدولي». ودعا الصافي الكتل السياسية إلى «رص الصفوف تحسبا لاستغلال الفراغات التي قد تحصل في المرحلة المقبلة لتأزيم الأوضاع في البلاد، ومواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية».