العلمانية والديكتاتورية

TT

> تعقيبا على مقال سوسن الأبطح «إلى الجحيم أيها العلمانيون!»، المنشور بتاريخ 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: من الخطأ الفادح الخلط بين العلمانية والأنظمة الديكتاتورية التي حكمت العرب، فالديكتاتور لا دين له ولا انتماء سياسيا ولا إيمان إلا بنفسه، وحتى الذين يحكمون باسم أحزاب فقد جيروها كلها لخدمة أهدافهم الشخصية وأفرغوها من مبادئها بحيث أصبحت حبرا على ورق، كما أنه من الخطأ التركيز على اضطهادهم للأحزاب الإسلامية بل الصحيح أنهم كانوا يعاملون كل المعارضين بطريقة واحدة، فقد كان السجن السياسي يجمع بين الشيوعي والقومي والسلفي وكل من لا يسبح بحمد النظام، وليس دقيقا كون الغرب دعم تلك الأنظمة لأنها علمانية! بل اضطر للتعامل معها لأنها أنظمة قائمة حاكمة ولأن كل البلاد العربية لم تكن تعرف الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة لكن ذلك لا يعني أنهم يتبنون كل مواقف الأنظمة لذلك فقد سحبوا تأييدهم لأولئك الحكام بمجرد اشتعال شرارة ثورة جدية بل إنهم ساعدوا الثوار وبكل الوسائل.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]