ديمقراطية.. ولكن غير منظمة

TT

> تعقيبا على مقال يحيى الجمل «الديمقراطية.. والصندوق»، المنشور بتاريخ 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: الانتخابات التي تمت في غياب الضمانات التي ذكرتموها جعلتها كمباراة لكرة القدم بين البرازيل ومصر مثلا، فالمحترفون في غياب تلك الضمانات حولوها إلى مباراة بين فريقين غير متكافئين والنتيجة جاءت معبرة عن المهارة في ممارسة اللعبة الانتخابية لا عن رأي الشعب الذي تخلف نصفه عنها، ولقد جاءت القوانين المنظمة للعملية الانتخابية وطريقة وتوقيت عرضها ممهدة لهذا، فعلى سبيل المثال كيفية التسجيل للمغتربين لم يعلن عنها بوضوح ولم تصل الرسالة إلينا إلا متأخرة وهي طريقة معقدة، ولذلك لم يصوت إلا الإخوان وأقباط المهجر، بينما كان في الإمكان جعل التصويت بجواز السفر وبه العنوان ومحل الميلاد على أن يختم الجواز بعد الإدلاء، ومن ذلك أيضا قلة صناديق الانتخاب مما جعل الكثيرين يعدلون عنها، ومنها عدم معاقبة المخالفين من المرشحين لقوانين الدعاية الانتخابية عقابا فوريا مما جعل المحترفين يجيدون اقتناص الأصوات بطريقة انتهازية قضت على روح العملية الانتخابية والهدف منها.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]