هل سرقت ملكة جمال فرنسا تاج الفوز؟

اتهامات بتزوير نتائج المسابقة التمهيدية بخلاف آراء الجمهور ولجنة التحكيم

ملكة جمال فرنسا ديلفين تعترف بأنها «حمراء مزورة».
TT

«لقد سرقت التاج». إن هذه الهمهمات هي أول هدية «مسمومة» تتلقاها الحسناء ذات الشعر الأحمر ديلفين فيزبيزر بعد أقل من أسبوع على تتويجها ملكة لجمال فرنسا. لكن الضجة المثارة في وسائل الإعلام حول أحقيتها في الفوز وعن الألاعيب التمهيدية المشبوهة التي سبقت حفل الانتخاب، ليست سوى عينة بسيطة من الفضائح التي باتت ترافق هذا النوع من المنافسات في فرنسا، نهاية كل عام.

ومن المعروف أن هناك «حربا» معلنة بين فريقين يدعي كل منهما أنه الممثل الشرعي والوحيد لتنظيم مباريات الجمال في هذا البلد الذي يقيم للمظهر الحسن الكثير من الاعتبار وتنفق شركات الأزياء والتجميل فيه ميزانيات ملايينية على الإعلانات، وتحصد المليارات. وما زالت الخلافات بين الفريقين منظورة أمام المحاكم. لكن الفضائح كانت تتركز، في الغالب، على اكتشاف صور «غير لائقة» للملكة، وتستدعي بالتالي سحب اللقب منها أو حرمانها من تمثيل فرنسا في مباريات الجمال العالمية. أما هذه المرة، فقد كانت الشبهة تدور حول الغش أو «تزوير الانتخابات» والطعن في «ديمقراطيتها» المفترضة.

ويحسب لملكة جمال فرنسا لعام 2012 أنها صريحة، وقد بادرت إلى الاعتراف بأنها «صهباء مزورة»، وأن شعرها الأصلي أسود اللون. كما أقرت بأنها سعت، في البداية، للمشاركة في مسابقة محلية في منطقة «هوت ران»، شرق فرنسا، ينظمها الفريق الأضعف لانتخاب «مس ناسيونال». وقالت إن الفضل يعود إلى رئيسة هذا الفريق، جنفياف دو فونتينيه، في تمييزها من بين باقي المتقدمات. لكن ممثلين عن الفريق الأقوى ماديا والمدعوم من القناة التلفزيونية الأولى، اتصلوا بها وأقنعوها بالانتقال إلى مسابقة انتخاب «مس فرانس».

من أين جاء الطعن، هذه المرة؟ من حسناء أخرى حلت وصيفة أولى في الانتخابات التمهيدية المحلية لمنطقة «هوت ران». فقد صرح أحد أعضاء لجنة الانتخاب المحلية لصحيفة «الباريزيان»، أمس، بأن المتسابقة مود بايرنزونغ كانت أحق بتمثيل المنطقة في المسابقة الإقليمية لاختيار ملكة جمال مقاطعة الألزاس، ذلك أن تزويرا حصل في الانتخابات التمهيدية التي جرت في الربيع الماضي. وأضاف أن الجمهور ولجنة التحكيم كانا شبه متفقين على اختيار مود، لكن ممثلة الجهة المنظمة افتعلت مشكلة غريبة تتعلق بالفستان الذي كانت ترتديه المتسابقة لزعزعة ثقتها بنفسها وتعطيل اختيارها. وأكد المتحدث أن النتيجة جاءت مغشوشة وأنه يمتلك الدليل على اعتراضات مكتوبة سجلها عدد من التجار الذين رعوا الحفل ومعهم نائب كان عضوا في لجنة التحكيم.

من جانبها، ردت كلوديا فرتوليني، ممثلة الشركة المنظمة للمسابقة والمتهمة بالمسؤولية عن استبعاد المرشحة مود، بالقول إن لجنة التحكيم كانت منقسمة بين المرشحتين، مضيفة أنها فضلت ديلفين التي فازت باللقب المحلي، ثم بلقب «ملكة جمال فرنسا». وأضافت: «وقفت معها وكنت فخورة بانتخابها، ولم أكن قادرة على الوقوف مع مود، التي أصرت على مخالفة التعليمات وارتداء فستان ثمنه 1000 يورو، اشتراه لها والدها، بدل الفساتين التي قدمها التجار الشركاء في رعاية المسابقة». ثم إن مود، كانت تستطيع التقدم لمسابقة ملكة جمال مقاطعة الألزاس وتتنافس مع ديلفين على اللقب، لكنها اختارت التراجع بعدما أدركت أن «حظها احترق»، حسب ما قال المقربون منها.

وفي حين أن ذيول القضية مرشحة للتفاعل، يحلو للمعلقين التندر بأن ما يحصل هو «لعنة جنفياف» دو فونتينيه، السيدة ذات القبعات السوداء والبيضاء والرئيسة التاريخية المخلوعة عن مسابقة ملكة جمال فرنسا. لقد أفلتت الأمور من عقالها حال ابتعاد قبعتها عن الساحة وتدخل خصومها لمنع أي نقل تلفزيوني، ولو على الإنترنت، للمسابقة الموازية التي ما زالت تصر على تنظيمها بإمكانياتها المتواضعة.