ميلانو ولندن في صدارة المدن الأوروبية

لويجي جارلاندو

TT

مع بداية الدوري الإيطالي بدأ القلق يدب في نفوس الكثير من جماهير مدينة ميلانو عندما حصد الإنتر والميلان نقطتين فقط في أول جولتين من الدوري، ليحققا رقما قياسيا سلبيا غير مسبوق. وبدأ النقاد والمحللون يتحدثون عن تقدم لاعبي الميلان في السن، وعن متوسط أعمار الفريق، الذي وصل إلى 31 عاما، وعن الشكوك حول بعض اللاعبين مثل غاتوزو وفان بوميل وسيدورف. وكانت أحوال الإنتر أسوأ، حيث بلغ متوسط أعمار لاعبيه 33 عاما في ظل وجود مايكون وستانكوفيتش وكامبياسو وزانيتي. وكنا نقارن ناديي ميلانو بالأندية الأوروبية الكبرى التي يتراوح متوسط أعمار لاعبيها بين 25 و26 عاما. ومن هنا بدأ الخوف والقلق يتسربان من سيطرة «كبار السن» على كرة القدم في ميلانو، وتوقع الكثيرون إخفاق الإنتر والميلان في دوري الأبطال. لكن مدينة ميلانو خيبت كل هذه التوقعات المتشائمة في نهاية المطاف. ويدفع هذا بالبعض إلى الاعتزاز بمدينة ميلانو، التي وصفت بأنها «عاصمة أوروبا».

ولم تنجح أي مدينة أوروبية في الوصول لدور الـ16 بدوري أبطال أوروبا بفريقين باستثناء ميلانو ولندن (تشيلسي وآرسنال). وعلى الرغم من هذا الإنجاز الطيب غير المتوقع بالنسبة لميلانو، لا ينبغي أن تبالغ الجماهير في الاحتفال به وتمنحه أكثر مما يستحق، بل يجب عليها أن تنظر للأمر بشكل موضوعي وواقعي. فلم ينجح الميلان في التألق والانطلاق إلا عندما أعاد مدربه أليغري الحيوية لخط الوسط ودفع باللاعبين الشابين نوتشيرينو وأكويلاني، ليتواءم بذلك مع المعايير الأوروبية التي تنتهجها الفرق الأخرى، وتحرص من خلالها على اللعب بخط وسط يتميز باللياقة البدنية العالية والشباب. لكن فريق الميلان تأكد في مواجهته المزدوجة أمام برشلونة في دور المجموعات أنه لا يزال بعيدا عن درجة الامتياز. وقد أمتع فريق برشلونة في مباراته الأخيرة غير المؤثرة الجماهير بأداء رائع من لاعبيه الشباب. وعلى العكس، لم يتمكن الإنتر في مباراته الأخيرة غير المؤثرة من الاستغناء عن نجمه العجوز كامبياسو، ولم يتمكن من الاستمتاع بالدفع بالشباب. وتأهل الإنتر إلى دور الـ16 عن مجموعة متواضعة بفضل اعتزازه بنفسه وتاريخه، لكنه ما زال يدفع ثمنا غاليا لاعتماده على اللاعبين كبار السن في بطولة الدوري الإيطالي.

وعلى الرغم من فشل فرقها الذريع في دور المجموعات هذا الموسم، تبقى مدينة مانشستر الإنجليزية مرجعية مهمة، فقد فاز فيرغسون بالكثير من البطولات مع مانشستر يونايتد عن طريق لاعبين تربوا داخل النادي، وهو ما لا نستطيع نحن فعله حتى الآن. وقد سجل مانشستر يونايتد في بازل (رغم خسارته أمام فريقها) عن طريق لاعبه الشاب جونز (19 عاما) وردت العارضة كرة لماتشيدا (20 عاما)، وحاول اللاعب الشاب ويلبيك (21) كثيرا خلال اللقاء. ولا شك أن هؤلاء اللاعبين الشباب يضمنون للنادي مستقبلا جيدا على الرغم من المرارة الناجمة عن الخروج من البطولة الأوروبية. ويتصدر مانشستر سيتي الدوري الإنجليزي بعد أن حرمنا من موهبة بالوتيللي الذي عجزنا نحن عن الاعتناء به وصقل مهاراته، وسيترك لنا النادي الإنجليزي لاعبا مثيرا للمشكلات والقلق وهو تيفيز. وبالإضافة إلى ملايين الشيخ منصور بن زايد، رئيس النادي، هناك أيضا المشروع الحكيم الذي يديره بنجاح المدرب مانشيني، والذي سيتطور مع مرور الوقت إذا سمحت له سياسة اللعب المالي النظيف بذلك. وفي النهاية نقول إن وصف ميلانو بعاصمة أوروبا أمر جميل، لكن النظر والتعلم ممن يمر بحالة أسوأ منها الآن قد يساعدها على أن تصبح أفضل في المستقبل.