الأمن السوري يطلق النار على المشيعين ويقتل 12 شخصا.. وفرنسا تحذر من هجوم عسكري على حمص

41 قتيلا سقطوا يوم الجمعة.. واستمرار القتل والمظاهرات عشية بدء الإضراب العام

تشييع عبد الحليم بكور في الحولة بحمص أمس («أوغاريت»)
TT

قتل 12 مدنيا أمس برصاص قوات الأمن السورية في مناطق سورية عدة، في الوقت الذي تزايدت فيه التحذيرات الدولية من مغبة شن هجوم على مدينة حمص التي تحولت إلى نقطة الثقل الأساسية في الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعربت فرنسا أمس عن «القلق العميق» إزاء احتمال حصول هجوم عسكري على مدينة حمص في وسط سوريا، ووجهت «تحذيرا إلى الحكومة السورية»، محملة إياها مسؤولية أي عمل قد يستهدف السكان في هذه المدينة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن فرنسا «تعرب عن القلق العميق إزاء المعلومات التي تشير إلى استعداد قوات الأمن السورية لشن هجوم عسكري على مدينة حمص». وأضاف أن فرنسا «إذ تذكر بإدانتها لاستخدام العنف والأساليب العسكرية التي يقع المدنيون ضحيتها، توجه تحذيرا إلى الحكومة السورية وتحمل السلطات السورية مسؤولية كل الأعمال التي قد تستهدف السكان، وتداعيات عملية من هذا النوع على مدينة حمص». كما دعا المتحدث أيضا «مجمل المجتمع الدولي إلى التعبئة لإنقاذ الشعب السوري». وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعربتا أول من أمس عن القلق إزاء تدهور الوضع في حمص ودعتا دمشق إلى «سحب قواتها على الفور» من هذه المدينة. كما حذر المجلس الوطني السوري المعارض أول من أمس من حصول «مجزرة» في مدينة حمص.

وجاء ذلك في وقت أفادت فيه حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات الأمن قتلت 41 مدنيا بينهم سبعة أطفال، خلال مظاهرات الجمعة ضد النظام، خصوصا قرب دمشق وحمص (وسط). وأفاد المرصد السوري بأن 12 شخصا آخرين قتلوا أمس، منهم ثلاثة مدنيين قتلوا في حمص برصاص أطلقته قوات الأمن عليهم من حواجز مقامة في المدينة، كما قتل شخصان في محافظة درعا جنوب البلاد.

وأضاف المرصد أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على مشاركين في موكب تشييع في معرة النعمان بمحافظة إدلب (شمال غربي) مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. كما أطلقت قوات الأمن النار «من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في بلدة شيزر وقرى مجاورة لها في ريف حماه مما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة ثمانية آخرين بجروح».

وقال المرصد إن ثلاثة شبان من مدينة حرستا «استشهدوا تحت التعذيب» وكانت «الأجهزة الأمنية قد اعتقلتهم قبل ثلاثة أسابيع». كما تحدث المرصد عن حملة مداهمات نفذتها قوات الأمن السورية في بلدة هجين بدير الزور، قال إنها «ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف وأسفرت عن اعتقال 13 مواطنا».

ويأتي استمرار العنف في سوريا عشية بدء إضراب عام دعا له الناشطون، تمهيدا لإعلان عصيان مدني. وكتب الناشطون على الإنترنت «ندعو الموظفين والعمال في جميع مؤسسات الدولة داخل سوريا وخارجها إلى الإضراب»، موضحين أن هذا الإضراب «خطوة باتجاه العصيان المدني (...) لقطع الإمكانات المالية للنظام التي يستخدمها في قتل أطفالنا». وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن خطوات أخرى ستلي الإضراب مثل قطع الطرقات واعتصامات وإضرابات في وسائل النقل وغيرها.

ورد أمس الجمهور الموالي للسلطات السورية على دعوات المعارضة المطالبة بالحرية والديمقراطية وإضراب اليوم بعدم الإغلاق والعمل على مدار الأسبوع. وبدأت «الموالاة» أمس بحملة مضادة في إذاعات «إف إم» المحلية شبه الرسمية ونشرت شعارات كتبت على اللافتات في بعض الطرقات وعلى الإنترنت ردا على المعارضة التي دعت لعصيان مدني واعتباره يوم «إضراب عام».

وأرسلت «موالاة السلطة» التي تسمي نفسها «حركة سوريا الوطن» أمس رسائل قصيرة عبر الجوال مفادها «هي سوريتنا عشقنا وبلدنا، لن نغلق، سنعمل يدا بيد من الأحد إلى الأحد وسنبني البلد».