مقتل «طبيب الثورة» إبراهيم نائل عثمان على الحدود التركية خلال هربه من سوريا

تنقل باسم خالد الحكيم.. وقال لـ «الشرق الأوسط» في وقت سابق: نحمل أرواحنا على أيدينا

TT

أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا مساء أمس عن مقتل الطبيب إبراهيم ناهل عثمان، مؤسس تنسيقية أطباء دمشق والناطق باسمها، وذلك بعد «إطلاق النار عليه من قبل قوات المخابرات الجوية على الحدود التركية». وكان عثمان، المتحدر من مدينة حماه، من أبرز الأطباء الذين عملوا بشكل سري على إسعاف الجرحى والمصابين في المظاهرات. وأطلقت «لجان التنسيق المحلية» على عثمان، المعروف إعلاميا باسم «خالد الحكيم»، لقب «طبيب الثورة».

وكان عثمان لخص لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، عمله وزملائه في تنسيقية أطباء دمشق بالقول: «تنسيقية الأطباء تعمل على التدخل في الأرياف والبلدات السورية التي تشهد تحركات شعبية ومواجهات، والأطباء يدخلون بطرق ملتوية وبالسر من أجل إسعاف الجرحى». وأضاف، في مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق، ونشرت بتاريخ 7 سبتمبر (أيلول) الماضي: «ارتأت مجموعة من الأطباء تجهيز مشاف ميدانية صغيرة داخل مبنى أو في سيارة أو حافلة صغيرة أو دكان ما، بعد الحصار الذي فرض على البلدات والمدن السورية، وهذه المشافي إن لم تكن مجهزة كما هي الحال في الدول المتقدمة بطاقم طبي واختصاصيي تخدير وغرفة عمليات، إلا أنها تسد الحاجة في الإسعافات الأولية والجراحات الصغرى والإجراءات التي قد تنقذ حياة المصابين من وقف نزف أو معالجة كسور في الصدر..».

وأشار عثمان في المقابلة عينها إلى أن «أطباء سوريا منقسمون اليوم إلى 3 فئات: فئة تضم أطباء مؤيدين للنظام وغير مستعدين لأي تعاون أو تعاطف، لا بل إننا نحذر من التعاطي معهم، وفئة ثانية تقدم مساعدات عن بعد من أدوية وخيطان تقطيب ومعدات بسيطة، إضافة إلى فئة ثالثة تضم أطباء يحملون أرواحهم على أيديهم وينزلون إلى المظاهرات غير آبهين بالخطر المحدق بهم، يبحثون عن مكان آمن يضعون عدتهم الطبية فيه».

ووصفت صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك» عثمان بأنه «بطل من أبطال الثورة ورمز من رموزها، وهو شهيد المهنة الإنسانية»، ولفتت إلى أنه «شارك في إنشاء الكثير من المشافي الميدانية في دمشق وريفها، وأوقف دوامه في اختصاص الدراسات العليا في جامعة دمشق في الجراحة العظمية من أجل التفرغ لعلاج جرحى المظاهرات، إلى أن اعتقل زملاؤه وأصبح مطلوبا بشدة من قبل رجال الأمن، مما اضطره للهرب من البلد فأراد السفر إلى تركيا». وأشارت إلى أنه «على الحدود السورية التركية وفي قرية خربة الجوز تحديدا، قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي عليه وسقط شهيدا»، خاتمة بالقول: «هكذا أنت يا بلدي: أطباؤك إما معتقلون أو جرحى أو هاربون».