الجزائر ترفض تحليق طائرات عسكرية غربية على أراضيها

مجموعة «منشقة» عن «القاعدة» تتبنى خطف أوروبيين في تندوف

TT

أكد مصدر أمني جزائري رفض بلاده السماح لطائرات من دون طيار بعيدة المدى فرنسية وأميركية بالتحليق فوق مناطق بأقصى الجنوب قرب الحدود مع كل من ليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر.

وأضاف المصدر أن الجزائر قررت تكثيف المراقبة الجوية بوسائل وزارة الدفاع، منها طائرات من دون طيار وطائرات روسية الصنع، خاصة بالاستطلاع، تعمل على مراقبة الصحراء دخلت الخدمة حديثا تسمح بضمان مراقبة مساحات شاسعة من المناطق الصحراوية.

ورفضت الجزائر السماح لهذه الطائرات بالتحليق فوق الصحراء الجزائرية في إطار مهام لمنع تهريب السلاح من ليبيا ومراقبة نشاط الجماعات المسلحة الموالية لفرع تنظيم القاعدة في الساحل بشمال مالي، حسبما ذكر تقرير صحافي أمس. وأفادت صحيفة «الخبر» الجزائرية بأن وحدات استطلاع جوي تدير قاعدة لطائرات الاستطلاع من دون طيار فرنسية وأميركية في موقع سري بصحراء ليبيا الغربية، يعتقد بأنه يقع جنوب القطر، شاركت في تعقب القادة العسكريين السابقين التابعين لنظام العقيد معمر القذافي.

وكشفت الصحيفة الجزائرية عن أن الولايات المتحدة وفرنسا نقلتا وحدات المراقبة والاستطلاع الجوي التي شاركت في العمليات العسكرية لإسقاط نظام القذافي للعمل في مهمة مراقبة مناطق صحراوية أهمها الحدود النيجرية - الليبية التي يشتبه بأنها الممر الرئيسي لتهريب السلاح من ليبيا، والصحراء الصخرية بين مالي والنيجر و«عرق الشاش» بين موريتانيا ومالي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن طائرات استطلاع أميركية تعمل على مسح هذه المناطق باستمرار في إطار التحقيق حول تهريب السلاح الليبي، مضيفا أن القوات الجوية الفرنسية دعمت طائرات الاستطلاع المتمركزة في الصحراء الكبرى في تشاد وليبيا بطائرات بعيدة المدى من نوع «إيتان» المصنعة من طرف شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية وتعمل في القوات الجوية الفرنسية. ويصل مدى هذه الطائرة إلى أربعة آلاف كيلومتر ويمكنها تغطية الصحراء الكبرى في مهمات مسح ومراقبة جوية، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

ومن جهة أخرى، تبنت مجموعة تقول إنها منشقة عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في رسالة صوتية ومكتوبة وردت إلى وكالة الصحافة الفرنسية بباماكو أمس، عملية خطف ثلاثة أوروبيين نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في الجزائر.

وجاء في الرسالة «نحن جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. ونحن نتبنى العملية التي وقعت في 23 أكتوبر في تندوف حيث تم خطف مواطنين إسبانيين إضافة إلى مواطن إيطالي».

وتمت تلاوة الرسالة ذاتها في اتصال هاتفي من رجل قدم نفسه على أنه المتحدث باسم المجموعة التي تقول إنها منشقة عن «القاعدة» دون توضيح أسباب الانشقاق.

وكانت مصادر أمنية في المنطقة أعلنت قبل أيام ولادة هذه المجموعة الجديدة. وأوضح أحد هذه المصادر «ما يستحق الاهتمام هو أن عناصر هذه المجموعة هم من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقد قرروا نشر الجهاد في غرب أفريقيا وعدم الاكتفاء بالمغرب (العربي) أو الساحل».

وأضاف «في قلب هذه المجموعة هناك عناصر صحراوية شاركت في خطف الأوروبيين الثلاثة من مخيمات تندوف، هناك جزائريون لكن أيضا هناك أشخاص من غرب أفريقيا».

وكان تم خطف الأوروبيين الثلاثة وهم رجل وامرأة إسبانيان وإيطالية في 23 أكتوبر الماضي من مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر قرب تندوف (جنوب غربي الجزائر).