رئيسة الأرجنتين تباشر فترتها الثانية بتدابير تقشفية متشددة

كيرشنر عينت رئيسا جديدا للحكومة وأبقت على معظم الوزراء

كيرشنر تحمل الوشاح والعصا الرئاسيين، متوسطة نائب الرئيسة الجديد أمادو بودو (يمين) وسلفه جوليو كوبو، خلال حفل تنصيبها في بيونس آيرس أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر التي أعيد انتخابها قبل شهر ونصف الشهر، أمس، ولاية ثانية تستمر 4 سنوات، وقد وضعت نصب عينيها المحافظة على نموذج التصنيع وإنعاش الاقتصاد عبر الاستهلاك على الرغم من الأزمة الأوروبية.

وألقت الرئيسة الأرجنتينية، 58 عاما، التي لا تزال ترتدي ثوب الحداد بعد سنة على وفاة زوجها الذي خلفته، نستور كيرشنر (2003 - 2007)، أمس، كلمة أمام مجلسي الكونغرس في حضور عدد من نظرائها في أميركا اللاتينية. وفيما ألغت الحكومة جزءا من المساعدات إلى قطاع الطاقة والنقل واتخذت تدابير متشددة لمكافحة هروب رؤوس الأموال، قالت كيرشنر الأربعاء الماضي: «لا شيء ولا أحد قادر على إرغامنا على تغيير اتجاهنا».

وقد أعيد انتخاب كيرشنر في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بـ54 في المائة من الأصوات مستفيدة من انقسام المعارضة، واستعاد حزبها في المجلسين أكثرية خسرها في الانتخابات التشريعية، 2009، بعد خلاف طويل مع المزارعين أضعف شعبيتها. وقررت كيرشنر تعيين رئيس جديد للحكومة هو خوان مانويل ابال مدينا، 43 عاما، ووزير جديد للاقتصاد هو هرنان لورينزينو، 39 عاما، وثبتت من جهة أخرى معظم الوزراء الآخرين في مناصبهم.

وقال روسيندو فراغا من مؤسسة «نويفا مايوريا» إن الرئيسة «تبدأ ولاية ثانية في وضع سياسي أكثر انفراجا من 2007 لكن في إطار اقتصادي أكثر صعوبة». وأضاف أن «الأزمة العالمية تشكل تهديدا هنا كما في أي مكان آخر». وتزيد الحكومة من التدابير الرامية إلى زيادة السيولة في سوق القطع والتخفيف من الخسارة البالغة نحو 5 مليارات دولار (من 47.7 مليار دولار بدلا من 52.6 مليار) من احتياطات البنك المركزي منذ بداية السنة. وأتاح النموذج الاقتصادي للأرجنتين إبان فترة حكم نستور وكريستينا كيرشنر القائم على مساعدات تقدمها الدولة، زيادة الاستهلاك الأسري 4 في المائة في السنة وتحقيق نمو بنسبة 8 في المائة منذ 2003، باستثناء عام 2009 (0.9 في المائة).

وتجمع كيرشنر، وهي في الأصل محامية، بين الضعف والتسلط، والإغراء والقسوة في آن واحد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ألبرتو فرنانديز، رئيس حكومة كيرشنر السابق (2003 - 2008) قوله إن «كريستينا عقلانية كثيرا وتحبذ تحليل الأمور»، بينما كان زوجها وسلفها في الرئاسة نستور كيرشنر «أكثر حداسة». وبينما كان نستور كيرشنر يفرض قراراته مستندا إلى سلطته فقط، تبدي كريستينا حاجة إلى تبرير قراراتها. وقد اشتهرت بأنها خطيبة بارعة قادرة على التحدث طويلا دون الاستناد لأي مذكرات وتستشهد بالأرقام عن ظهر قلب لتبرير ما تقوله. لكن تلك السهولة التي ورثتها عن ولايتها في مجلس الشيوخ تضفي عليها نعتا بأنها تشبه «معلمات المدارس» طالما أثار استياء الأرجنتينيين.