عندما يصبح المناضل بطلا

سرقتهم الساحات واستساغوا الخطابات بدل اللغة الشعرية

TT

مع تصاعد وتيرة الثورات والانتفاضات الشعبية في فضاء «الربيع العربي» أصبحت السياسة محورا أساسيا في حياة الجميع، سواء بمتابعة الأحداث أو بالمشاركة الفعلية في المظاهرات والاحتجاجات التي أصبحت بمثابة خبز يومي في عدد من البلدان العربية. في غمرة هذا المشهد قفز على طاولة السياسة عدد كبير من الأدباء والشعراء والفنانين، وتحولوا إلى نشطاء سياسيين، سواء من خلال وجودهم مع الجماهير الغفيرة في ساحة المظاهرات، أو من خلال كتاباتهم الأدبية أو تعليقاتهم على الأحداث بمقالات في الصحف أو حوارات تلفزيونية يقومون فيها بدور التحليل السياسي وإبداء الرأي والمشورة في الأحداث الجارية التي تمر بها البلاد، لينعكس دورهم ونضالهم السياسي في النهاية على إبداعهم الأدبي الذي ربما تراجع قليلا إلى محطة تالية لكنه مع ذلك أصبح مشبعا بأفكار ورؤى ثورية. هذه الرؤى قد تؤتي أكلها أدبيا في مرحلة لاحقة، بعد أن تنضج وتستقر في التربة الجديدة ثمرة الثورة.

«الشرق الأوسط» سألت في هذا التحقيق عددا من الأدباء والشعراء، عن طبيعة هذا الدور الطارئ، وظاهرة تحول الأديب والشاعر إلى ناشط سياسي، وأثرها على الواقع والأدب معا. الكاتب الروائي محمد المخزنجي يرى أن «الأديب يفترض أنه إنسان عالي الإنسانية، ومن ثم لا بد أن يستجيب لكل نداء من نداءات الألم البشري، والاستبداد والفساد والقهر والتعصب كلها نماذج صارخة لمسببات الألم البشري في بلادنا، والأدب عملية تحتاج إلى اختمار ووقت.