مسلمون فرنسيون يصلون في العراء في انتظار تدفئة خيمتهم

وقعوا رهائن صراع اليمين واليسار في الموسم الانتخابي

TT

مع حلول موسم الشتاء وتعذر أداء صلاة الجمعة في الشوارع وعلى الأرصفة، قرر عدد من مسلمي بعض الضواحي الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس التحرك لحث البلديات على منحهم رخصا لتشييد مساجد لائقة. واضطر 350 مسلما إلى أداء الصلاة، نهار الجمعة الماضي، في العراء أمام مبنى بلدية نانتير للفت أنظار عمدتها إلى مطالبهم والموافقة على الاعتراف بمسجد أقيم بشكل مؤقت، تحت خيمة، وسط الأبراج السكنية العالية لضاحية لاديفانس، غرب وسط باريس.

حسن بن مبارك، مسؤول «جبهة الضواحي المستقلة»، أوضح أن جمعيته تحتاج إلى رخصة بناء لكي يصبح نصب الخيمة قانونيا، ومن ثم المباشرة بنصب مدافئ فيها. لكن باتريك جاري، العمدة الاشتراكي للضاحية، يرفض الترخيص؛ لذا ذهبوا لإقامة الصلاة في الشارع المواجه لمكتبه. وناشد بن مبارك العمدة أن «يتحلى بالإنسانية وبشيء من الحس السليم» بدلا من ترك المسلمين يصلون في البرد. وتقع الخيمة على أرض تعود لبلدية ضاحية بوتو المجاورة (التي ترأسها عمدة من الحزب اليميني الحاكم) لكنها ضمن حدود نانتير. ويرى مسلمو المنطقة أنهم وقعوا رهائن مماحكات سياسية بين رئيسي البلديتين؛ فمن جهة، وافقت البلدية اليمينية على رخصة البناء، لكن البلدية اليسارية رأت، من جهتها، أن منح الرخص من صلاحية المحافظ لا من صلاحية العمدة الذي يقتصر دوره على منح رأي استشاري. ويتمسك عمدة نانتير برأي مفاده أن الموقع المقترح للمسجد يفتقر لأماكن لوقوف السيارات.

وما زال النقص النسبي في أماكن العبادة المخصصة للمسلمين في فرنسا قضية مثارة باستمرار، على الرغم من تزايد أعدادها من 1000 إلى 2000 خلال السنوات العشر الماضية. وكثير من هذه المساجد مؤقت ولا يعدو أن يكون مرأبا للسيارات أو فضاء مهجورا أو ورشة أو حديقة على جانب الطريق العام. ولقد وقعت أكثر من حالة لمساجد حصلت على رخص البناء، في هذه المدينة أو تلك، ثم سحبت منها الرخص خلال العام الحالي لحجج مختلفة لا تنفصل عن المزايدات الانتخابية المحتدمة في فرنسا.