تشويه.. وتنويه

مسلي آل معمر

TT

بغض النظر عن نجاح سعد الحارثي مستقبلا مع ناديه الجديد من عدمه، إلا أنني أرى أن عملية انتقاله مفيدة لمن يحلل أوضاع الكرة السعودية، فالصفقة على أي حال صادقت على أفكار الكثيرين التي لم تتغير، أولها: أن من يحاول تعزيز الولاء والحب والانتماء للاعبين في أنديتهم كمن يؤذن في مالطا، فالمسألة أصبحت تقاس بالمادة، ولا يمكن أن يتنازل اللاعب عن مصالحه من أجل مجاملة الآخرين، ثانيها: أن نسبة المتعصبين في المدرج الرياضي والإعلام لا تزال مرتفعه، والدليل هو ازدواجية الموقف بعد عملية الانتقال، حيث تحول سعد اللاعب العادي منتهي الصلاحية إلى نجم بين يوم وليلة في المعسكر الجديد، كما أصبح الذابح والجماهيري لاعبا يحتفل بإسقاطه من الكشوفات لدى المعسكر القديم، ثالثها: في حالة نجاح سعد مع الهلال ستكون العملية مغرية لبقية اللاعبين للانتقال إلى الأندية المنافسة ولو بمبالغ أقل، كذلك ستكون درسا قاسيا للأندية التي لا تجيد التعامل مع لاعبيها ولا تعينهم على الحفاظ على أنفسهم من أنفسهم!

*********************

أتفهم آراء منتقدي عامر السلهام نائب رئيس النصر المستقيل حول أمور عدة أهمها: عدم تصديه للمسؤوليات في العلن، تجنب الوضوح مع الإعلام والجمهور عما لدى الإدارة وما عليها، عدم ضبط ميزانية النادي، بعض التعاقدات غير الموفقة، أيضا قد أتفق مع آخرين يرون أن عامر كان يمكن أن يؤدي بشكل أفضل لو كان في موقع آخر في النادي غير كرسي نائب الرئيس، وبغض النظر عن صحة الانتقادات من عدمها، فإن المؤكد أن كل مسؤول معرض للخطأ والتقصير متى كان يعمل، وربما لو كان أحد المنتقدين في موقع السلهام لارتكب أخطاء أكبر.. لكن الأمر الذي لا نقبله هو عندما يظهر علينا أحد يشكك في أمانة وذمة نائب رئيس النصر، فمن يروج لمثل هذه الإدعاءات يسيء للنادي قبل أن يسيء لعامر.. لكن يبدو أن «التشويه» سيبقى ثقافة نصراوية لن تزول إلى أن يشاء الله!

********************

تقول الأخبار إن نادي مانشستر يونايتد قد خسر 20 مليون جنيه استرليني جراء خروجه من دوري أبطال أوروبا، وهذا الأمر طبيعي جدا بسبب خسارة جزء من عوائد النقل التلفزيوني، والدعايات، ومكافآت الفوز، فالانتصار والخسارة أصبحا جزءا لا يتجزأ من القيمة السوقية لأي ناد في عالم الاستثمار، ومما لا أشك فيه هو أن هذه الخسائر لا يمكن أن تهز وضع مدربه العجوز فيرغسون، رغم خيبة الأمل التي أصابت جماهير الأحمر، لأن الملاك ينظرون إلى النادي كمنظومة تجارية متى كانت الأمور فيها على ما يرام، فلا يمكن أن يلتفتوا إلى الأوضاع الفنية، والأهم من ذلك هو أن مدرب الطوارئ ليس له وجود في قاموس هذه الأندية المحترفة!