رفع العلم الفلسطيني لأول مرة في تاريخ اليونيسكو والمنظمات الدولية

محمود عباس: مصرون على التصويت على طلب العضوية في مجلس الأمن وإذا لم ننجح سنعاود مرات

العلم الفلسطيني يرفرف إلى جانب علم اليونيسكو بعد لحظات من رفعه لأول مرة على مقر المنظمة الدولية (أ.ب)
TT

احتفل ظهر أمس بحضور الرئيس محمود عباس والمديرة العامة لليونيسكو ورئيستيها للمؤتمر العام والمجلس التنفيذي وممثلي الدول الأعضاء، باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، برفع العلم الفلسطيني في البهو الخارجي للمنظمة الدولية للثقافة والتربية والعلوم، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها.

وبعكس السماء المكفهرة والعاصفة والأمطار في الخارج، فإن أجواء اليونيسكو كانت احتفالية إلى حد بعيد، ما عكسه التصفيق الحاد وقوفا عند رفع العلم الفلسطيني إلى جانب علم المنظمة الدولية، وعند إلقاء الرئيس الفلسطيني كلمته الرسمية التي قوطعت بالتصفيق في الكثير من المرات. وحضر إلى جانب أبو مازن وزير الخارجية رياض المالكي وصائب عريقات ومندوب فلسطين لدى اليونيسكو إلياس صنبر. كما كان الحضور الدبلوماسي العربي طاغيا إن للمنتدبين لدى اليونيسكو أو لدى فرنسا. وللمرة الأولى، سمع النشيد الوطني الفلسطيني وقوفا داخل قاعة الاجتماعات الكبرى.

وجاء احتفال أمس الذي قدم رئيس السلطة الفلسطينية خصيصا إلى باريس من أجله، بعد أن صوت المؤتمر العام لليونيسكو في 31 أكتوبر (تشرين الأول) لصالح قبول فلسطين عضوا كامل العضوية في أول منظمة أممية بأكثرية بلغت 107 أصوات ومعارضة تمثلت أساسا بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وعدد محدود من الدول التي وقفت إلى جانبهما. وفي 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، تم التصديق على ذلك بتسليم الطرف الفلسطيني الوثائق إلى الأرشيف المحتفظ به في لندن، مما فتح الباب أمام احتفال أمس لتصبح فلسطين العضو الـ195 في اليونيسكو.

وفي كلمتها بمناسبة الاحتفال، قالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة للمنظمة الدولية أنها تريد أن «تؤمن بأن انضمام دولة فلسطين هو فرصة لخدمة السلام» الذي تحمل اليونيسكو رسالته العالمية، كما قالت، حيث يتعين على الثقافة أن «تبني الجسور لا أن تهدمها». واقتدت بوكوفا التي تسعى لسد عجز الميزانية بعد تجميد الولايات المتحدة مساهمتها المالية البالغة 22 في المائة، بداعية السلام مارتن لوثر كينغ، فأعلنت أنها «تحلم» بحماية مشتركة للتراث العالمي من فلسطين وإسرائيل في آن، وبكتب مشتركة تدرس في المدارس الفلسطينية والإسرائيلية، وأن يكون الانضمام «فرصة للالتفاف حول القيم المشتركة» التي تدافع عنها اليونيسكو.

أما الرئيس الفلسطيني فقد وصف الحدث بـ«اللحظة التاريخية» و«مصدر اعتزاز» للفلسطينيين الذين يحملون ويسعون إلى القيم والأهداف نفسها التي تعمل اليونيسكو من أجلها في مجالات تعزيز التعليم والثقافة والفنون والعلوم والإبداع على أنواعه رغم صعوبات الاحتلال. واعتبر أبو مازن اليونيسكو «بوابة فلسطين إلى العالم» متمنيا أن يكون قبول بلاده عضوا كاملا «فاتحة» و«مؤشرا» لانضمام فلسطين إلى المنظمات الدولية الأخرى.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد احتفال اليونيسكو وفي مقرها، أكد أبو مازن أن السلطة الفلسطينية ما زالت في حوار مع عدد من دول العالم «من أجل تقديم مشروع القرار (الانضمام الكامل) من أجل التصويت.. وهذا ممكن في أي لحظة». وأضاف الرئيس الفلسطيني أنه «إذا لم نحصل على الأغلبية فسنعيد الكرة مرات ومرات»، مستبعدا على ما يبدو التخلي عن مجلس الأمن والتوجه إلى الجمعية العامة كما يحثه الفرنسيون على ذلك.