جدل في مصر بعد تصريحات قيادي سلفي لإذاعة الجيش الإسرائيلي

المتحدث بأسم «النور» لـ «الشرق الأوسط»: المحاور قدم نفسه كـ«عراقي».. والصحافي: جرت في إطار الاحترام المتبادل

TT

أثارت تصريحات لقيادي في حزب النور (ذي التوجه السلفي) في مصر لإذاعة الجيش الإسرائيلي، جدلا سياسيا في البلاد.. فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، أن وزارة الخارجية في إسرائيل أعطت السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة، يعقوب أميتاي، تعليمات بفتح حوار مع الأحزاب الإسلامية على اختلاف تياراتها، على خلفية تصريح لقيادي بحزب النور السلفي لصحافي إسرائيلي، قال فيها: «إن حزبه لا يعارض معاهدة السلام مع إسرائيل».

واعتبر نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور، أن الموضوع برمته شديد الخطأ، وهو جزء من حملة التشويه ضد الحزب السلفي، الذي حل تاليا لحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) في الجولتين السابقتين من انتخابات البرلمان المصري.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أذاعت تصريحات لمراسلها في القاهرة مع يسري حماد، المتحدث باسم حزب النور، قال فيها: «إن الحزب لا يعارض معاهدة السلام مع إسرائيل، وإنه إذا كانت هناك بنود تحتاج إلى تغيير في المعاهدة، فإن المكان لذلك هو طاولة المفاوضات». وأضاف حماد أن «مصر ملتزمة وتحترم كل الاتفاقيات التي وقعتها الحكومات السابقة مع أي دولة، بما في ذلك المعاهدة مع دولة إسرائيل»، مضيفا أنه يرحب بكل السياح الذين يصلون إلى مصر، بمن في ذلك السياح الإسرائيليون.. فيما قالت الإذاعة إن حماد أعرب عن ارتياحه من إجراء هذا اللقاء مع وسيلة إعلام إسرائيلية، بقوله: «إنها ضرورة لبث رسالة طمأنة إلى تل أبيب».

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، إن يعقوب أميتاي، السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة، تلقى تعليمات من وزارة الخارجية في القدس الغربية، بأن يفتح حوارا مع أحزاب التيار الإسلامي على اختلاف وجهاتهم، بما في ذلك الحزب السلفي.. مشيرة إلى أن هذا التطور جاء في أعقاب تصريحات عدد من القادة السلفيين بأنهم سيحترمون اتفاقية السلام مع إسرائيل، «لكونها اتفاقية دولية وكونهم يحترمون المعاهدات الدولية التي وقعتها مصر بغض النظر عن طبيعة الحكم فيها».

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تعتقد أن موقف السلفيين والأصوليين الإسلاميين المصريين من معاهدة السلام مع إسرائيل نابع من الضغوط الأميركية الشديدة عليهم، حيث «أوضحت الإدارة الأميركية أن المساس بالسلام الإسرائيلي - المصري سيؤدي إلى قطع التعاون بينها وبينهم». ومع ذلك، فقد طلبت الخارجية الإسرائيلية من السفير أميتاي أن ينسق أي تحرك له في هذا المجال أولا مع سلطات الدولة المصرية الحالية، حتى لا يفهم أن الأمر يتم من ورائها أو ضدها، وأن يسعى لجعل الحوار «على أساس من الندية والاحترام المتبادل»، وأن يحرص على التأكيد على أن إسرائيل تمد يد السلام إلى المصريين أجمعين.

من جانبه، أوضح بكار أن كل ما أثير حول تصريحات حماد مع إذاعة الجيش الإسرائيلي شديد الخطأ، وغير صحيح، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «التصريحات تمت عبر الهاتف، والصحافي قدم نفسه لحماد على أنه صحافي عراقي دون تعريف الجهة التي يعمل بها، وفي نهاية المكالمة، أوضح أنه مراسل لإذاعة الجيش الإسرائيلي».. وتابع بكار: «فما كان من حماد إلا أن أغلق خط الاتصال مباشرة»، مضيفا: «ما يحدث جزء من حملة التشويه ضد الحزب، فمن فترة قالوا إننا في (النور) التقينا بالسفير الإسرائيلي، والآن يقولون إننا نتحاور مع الإذاعة الإسرائيلية».

لكن الصحافي جاكي خوجي، الذي أجرى المقابلة المثيرة للجدل، قال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا لا أريد أن أتدخل في العاصفة التي أثارها هذا اللقاء في مصر، وأؤكد أنها جرت في إطار الاحترام المتبادل من الطرفين».

وأكد بكار أن حزب النور يحترم كل المعاهدات والاتفاقيات التي وقعت عليها مصر ومن ضمنها معاهدة السلام مع إسرائيل، وشدد على أن موقف حزبه الرسمي من إسرائيل لم ولن يتغير، قائلا: «لم ولن نجلس على طاولة واحدة مع مسؤولين إسرائيليين أو أي أحد يمثل إسرائيل».

وتساءل بكار «هل من المنطقي أن يجري حزب النور ذو التوجه الإسلامي حوارا وهو يدرك أن كلمة إسرائيل تثير غضب الشارع الإسلامي والمصري؟! وهل يعقل أن يستفز الحزب الناخب المصري في الوقت الذي يتعرض فيه أصلا لهجمات شرسة؟!»، وأجاب قائلا: «ليس من المنطقي أن نلعب لغير صالحنا.. فنحن في معترك انتخابي ونحتاج للشارع أساسا».