بينت أبحاث مختصة على مباريات الدوري الإنجليزي على مدى 7 سنوات وجود أخطاء كبيرة ارتكبها قضاة كرة القدم، أسفرت عن تغيير محصلات عدة مباريات، والتأثير على البطولات التي حققتها بعض الأندية الإنجليزية، وحرمت فرقا أخرى منها، وأظهرت الأبحاث حالات طرد وبطاقات ملونة وقرارات ذات آثار قوية، تمخض بعضها عن إصابة لحقت بعض اللاعبين، واحتجاجات جماهيرية. وتبدو الأبحاث وقد منحت الجماهير الحانقة مبررات قوية تعضد ادعاءاتهم وتقوي شكوكهم حول ما يقوم هؤلاء الحكام الذين نفترض فيهم النزاهة من قرارات كارثية أحيانا. وتشير الأبحاث في نتائجها إلى أن سادة الساحات الكروية غير منصفين في مجمل الأحيان، فهم «يفضلون الفرق التي تلعب على أرضها في معظم الحالات، وهو مؤشر غير مستغرب على بعض (الحكام)».
استندت الأبحاث التي ظهرت قريبا بتحليل نحو 2600 مباراة في المسابقات الإنجليزية وأجريت بين سنتي 1996 و2003م، وضمت أهم وأقوى مباريات كرة القدم الإنجليزية، وأوضحت النتائج أن سادة الساحات أصدروا عقوبات أقوى وأكثر كالبطاقات الملونة والتقارير التي تمخضت عن إيقاف لاعبين كثر، وبطبيعة الحال فإن عدد هذه البطاقات والتقارير وتوقيتاتها كان لها أثر عظيم على مسارات المسابقات ونتائجها النهائية. وبينت الأبحاث أن المدربين والإداريين كانوا محقين عندما احتجوا على الإجحاف في القرارات العقابية التي يتخذها قضاة كرة القدم، وتشير إلى أنه من دون تحليل منهجي خلال فسحة زمنية كافية لقرارات سادة الساحات، فإن ما يوجه إليهم من نقد ولوم يظل مجرد مبالغات وتبريرات هدفها التأثير على قضاة اللعبة الأكثر متعة في العالم، أو امتصاص غضب الجماهير. وأشارت أبحاث أخرى إلى أن الفرق الضعيفة يميل لاعبوها إلى عدم الالتزام بالقانون واقتراف أفعال مسيئة في المباريات بصورة تتجاوز ما يقوم به اللاعبون في الفرق الكبيرة، وأن هذا التوجه يرتفع كلما شارفت المسابقات على إسدال الستار، وتؤكد الأبحاث أن الفرق التي تلعب على أرضها يكون لديها سمات هجومية أكبر عندما تحظى بتشجيع بأعداد أكبر من جماهيرها.
وأوضحت نتائج الأبحاث أن الدلائل العلمية المتوفرة تبدي تصورا كبيرا، وهو ما يمكن أن يساعد المسؤولين عن قضاة الملاعب لبحث كيفية معالجة الأخطاء، والإجراءات التي يتوجب اتخاذها للتأكد من قيام التحكيم الكروي على أساس عادل. ولاحظ الباحثون أن زيادة المراقبة عبر الكاميرات الرقمية للمباريات يمكن أن تحسن قدرات الحكام على اتخاذ القرارات السليمة.
ترى، وفي ضوء ما تعانيه فرق كرة القدم السعودية من أخطاء تحكيمية متباينة؛ هل قامت الجهات المعنية بإجراء أبحاث مماثلة عن وضع سادة الساحات السعوديين، وما يقومون به في ملاعب كرة القدم.. وما يصدرونه من قرارات؟ وهل يمكن بالفعل إجراء مثل هذه الأبحاث محليا وتقبل نتائجها والنظر فيها! مجرد أمنية؟ ومحض سؤال! فمثل هذه الأبحاث تحتاج إلى دعم ومساندة لا تبدو متوافرة في الوقت الراهن على ما يبدو.