الوزراء يدمرون الشباب!

مسلي آل معمر

TT

كما يقولون لم يكن غريبا إلا الشيطان، أما ما حدث الأسبوع الماضي في الساحة الرياضية فلم يكن غريبا ولا جديدا، فالمراهقون الذي اقتحموا ملعب الشعلة في مباراته أمام الهلال، ظهروا ليعبروا عن شعور داخلي لهم تجاه الرياضة، وكأنهم يقولون: «يا جماعة لا تضيعوا وقتكم ترى الدعوى فوضى وسعة صدر»، وعلى خلفيات هذه القضية تذكر الإعلام أن هناك قضايا أكثر أهمية من القزع ومشكلات النصر، والتفتوا إلى ملفات مهملة منذ سنوات طويلة، فقذفت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتقصير على وزارة المالية لعدم التعاون في دعم المشاريع والأنشطة الشبابية، في حين اتهمت محافظة الخرج رعاية الشباب بالتأخر في تنفيذ المدينة الرياضية، بينما يشكو اتحاد كرة القدم من تسليم وزارة الإعلام نقل المنافسات الكروية دون الرجوع إليه، في الوقت الذي تقول فيه وزارة الإعلام إن وزارة المالية ستدفع المبالغ، ومن بين كل هذه الجهات ظهر المعني بهذه الميزانيات (الشاب) وعبر عن رد فعله عبر ملعب الشعلة، ليكشف الأقنعة عن كل الأطراف السابقة.

وفي الأسبوع الماضي أيضا وفي السياق نفسه، لم تكن إدارة نجران ولاعبوها فقط من صرخ في وجه العوز المادي الذي دفع بعض اللاعبين إلى التقديم على برنامج حافز، بل حتى أندية الملايين قررت أن تتكتل ضد هيئة دوري المحترفين للحصول على حقوقها، اللاعبون والمدربون الأجانب أصبحوا يصرحون لوسائل الإعلام الأجنبية ووكالات الأنباء عن أن السعوديين لا يلتزمون بعقودهم، ولا يدفعون الحقوق لأصحابها، حتى أضحت الأندية السعودية وجهة غير مفضلة للمحترفين المحترمين من مدربين ولاعبين.

وللأسف إنه في الوقت الذي نجد فيه الدول الشقيقة المجاورة تدفع مليارات الريالات للترويج لاقتصاداتها وثقافاتها بالاستثمار في الرياضة العالمية، نجد أننا نروج لأنفسنا كبلد هو أساس العروبة والإسلام بعكس ما ينبغي أن تعكسه الرياضة عن ثقافتنا الإسلامية، خصوصا أن الرياضة من أفضل الوسائل للوصول إلى الشعوب الأخرى.

من وجهة نظري الشخصية إن وزارة المالية ليست مؤمنة بأهمية الرياضة من خلال ما تخصصه لها من ميزانيات، بل تؤمن بسياسة (المكاسر) مع كل الجهات، والاستثمار في الخارج بدلا من الاستثمار في شباب الوطن، ولكي أكون صادقا يبدو لي أنه حتى لو توفرت الميزانية من وزارة المالية فإن الإدارة الرياضية لن تديرها بالشكل المثالي، والدليل مداخيل هيئة دوري المحترفين، النقل التلفزيوني في السنوات الماضية، والمدن الرياضية، كل هذه المشاريع التي لا نعرف مصائرها، ومن هذا المنطلق يظهر أن النتيجة كانت رسالة تلقائية غير مدبرة ولا مقصودة من جمهور الخرج وكأنهم يقولون: بيروقراطية الوزراء تدمر الرياضة والشباب!