منتخب على رأسه ريشة!

مساعد العصيمي

TT

جمعتني المصادفة بزميل من العاملين في الدورة العربية الأخيرة.. كان من فرط اهتمامه أن الهم النتائجي السعودي يقفز من بين عباراته وكأن إنجازات بأيدينا قد فرطنا فيها.

قلت له يا صاحبي هو العمل وكان النتاج.. ولا حسرة على ما أساسه هش.. انبرى غاضبا من فرط أن الأمر لم يكن من سوء في اللاعبين بل من آلية التعامل معهم.. والصرف عليهم.. فهل لنتاج مليون ونصف المليون في العام لمعظم الاتحادات بطولات وإنجازات؟!.. قلت له نعم نشكو من الميزانيات ونتحسر على الموهوبين الذين يملكون القدرة لكن لم يتسن لهم من يعينهم على الإنجاز.. نتحسر على الاتحادات الخالية الوفاض ماليا ولعل الحسرة أيضا تشمل بعض مسؤولين فيها حضروا لقيادتها من باب العلاقة والانتماء للرئاسة العامة لرعاية الشباب مما جعل الأمناء «وهو المنصب الأهم في كل اتحاد» في جلهم ينتمون وظيفيا لتلك المؤسسة.

كيف ينجز هؤلاء ومقوماتهم المالية والفنية لا ترتقي لأقل اتحاد خليجي، بل لا ينظر إليها بعين المساواة لاتحادات سعودية أخرى؟.. فهل تصدقون يا سادة يا كرام أن منتخب السعودية الأولمبي لكرة القدم المشارك في الدورة وخرج من الأدوار الأولى يسكن في فندق 5 نجوم بعيدا عن القرية الأولمبية وكل المنتخبات المشاركة بما فيها الدولة المضيفة والسعودية مستقرة في القرية ذات المواصفات الراقية والسكن فيها بدون مقابل مع الوجبات؟.. لا أعلم لكن يبدو أن منتخبنا الكروي على رأسه ريشة وقد يفضي اختلاطه بالآخرين إلى عادات تقلل من وهجهم!.. الله أكبر.. منتخب يصرف عليه بالملايين، وأخرى لا تجد حتى من يدفع رسم مشاركتها في بطولات مهمة!

هل أزيد يا إخوان؟!.. أتعرفون البطل الأولمبي محمد آل سعيد الذي خطف بمسدسه ست ميداليات ذهبية.. هو ضابط متقاعد ويصرف على نفسه وعلى أدواته للرماية من راتبه التقاعدي.. أي إن إنجازه ذاتي.. وحضوره ذاتي.. ولا دخل للأولمبية بمجده وارتقائه وذهبياته.. والمشكلة الأكبر أن آل سعيد يفكر بالاعتزال لأنهم كلاعبين يتحملون كل الأعباء المالية («الشرق الأوسط».. عدد أمس السبت)، ومع ذلك ينجز مع أنه لم يسكن في فندق فخم في الدوحة.. ولا يحظى بمصروفات ومكافأة كالآخرين.. رغم أنهم كلهم سعوديون وتحت راية التوحيد وفي مهمة واحدة.. لكن القلب للقدم.. و«لا قرار على زأر من الأسد» كما قال جدنا النابغة.

أقول كيف نشكو من المال ونحن في جهة نتوسع فيه أكبر بكثير وبمبالغة مما نحتاج.. وفي الأخرى نضيق من فقده وكأننا لم نعرفه من قبل.. نحتاج إلى من يعيننا على فهم آلية الحاجة المالية التي ما فتئت تردد بين الحين والآخر.. أما قضية الإعلام فلكل فعل رد فعل يساويه في القوة.. فإذا كنا الأكبر والأكثر قدرة، وهذا حال اتحاداتنا وكرتنا، فهل يدلنا أحد على إنجاز بجهود الأولمبية أو اتحاد الكرة يسكت هذا الإعلام ويبيض فكره؟

[email protected]