مدير جامعة الإمام: تحرير المصطلح واستعراض الأهمية أبرز محاور ندوة «السلفية منهج شرعي ومطلب وطني»

كشف خلال مؤتمر صحافي عن تدشين ولي العهد عددا من المشاريع بقيمة 2.3 مليار ريال الثلاثاء المقبل

جامعة الإمام أخذت على عاتقها توضيح مفاهيم السلفية وبيان محاسنها وميزاتها، ويظهر د. سليمان أبا الخيل خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: خالد المصري)
TT

من المقرر أن تعطى إشارة البدء لانطلاقة تجمع تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ترمي من خلاله إلى توضيح مفهوم السلفية كضرورة وطنية، يأتي بالتزامن مع رعاية الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بتدشين مشاريع تطويرية وعمرانية تصل قيمتها إلى 2.3 مليار ريال يوم الثلاثاء المقبل.

وقال الدكتور سليمان أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أمس، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الجامعة في العاصمة السعودية، الرياض، إن من أهم المحاور التي سوف تُبحث خلال ندوة «السلفية منهج شرعي ومطلب وطني»، تحرير مصطلح السلفية الصحيح، وبيان حقيقته، والتطرق إلى ما يخرج عن حدوده.

وذكر أبا الخيل أن من المقرر أن يبين الخبراء الشبهات التي تثار حول السلف الصالح والسلفية، وتابع أن «السلفية الصحيحة المنطلقة من الأصلين الحقيقيين، وهما القرآن الكريم والسنة النبوية، بعيدة كل البعد عما يسمى السلفية الجهادية، وغيرها من الجماعات التي تنتسب إلى هذا المنهج بهتانا وزورا».

وأضاف أن «تلك الشبهات لا أصل لها، ولا تنطلق من الأصلين الصحيحين، وهما القرآن الكريم والسنة النبوية»، ولفت في السياق ذاته إلى أن «موافقة المقام السامي أتت على نحو زمني قصير يبرز أهمية قيام هذا التجمع الهام، وعناية ولاة الأمر بهذا الموضوع الحيوي».

وفي معرض إجابة عن تساؤلات الـ«الشرق الأوسط» حول أهمية السلفية من الناحية الأمنية، أوضح الدكتور سليمان أبا الخيل، أن منهج السلف الصالح في حماية الجوانب الأمنية، سواء كانت عقدية فكرية، أم أمنية مادية، وأن هذا الأمر متحقق في مبادئها، وعليه فإن الفئات التي انصرفت وانحرفت ووقعت في الفكر الضال والإرهاب والفساد، أبعد ما تكون عن منهج السلف الصالح.

وزاد: «إذا تم التدقيق في من يعالجون هذا الفكر المنحرف نجد أنهم أكثر الناس تمسكا بالمنهج السلفي، والمنطلق من المبادئ الشريعة الإسلامية، وأن البلاد تمثل أنموذجا حيا وواقعا ملموسا لتطبيق منهج السلف الصالح، مما حقق لها أشواطا بعيدة، سواء على صعيد الأمن الفكري، أو في الأمن المادي الحسي».

وبين مدير جامعة الإمام بأن هدف الندوة حقيقة بيان المنهج السلفي وما له من محاسن وميزات، والتأكيد على قيام السعودية على المنهج المستمد من القرآن والسنة.

وأوضح أن الندوة تهدف إلى توضيح حقيقة المنهج السلفي وتخليص مفهوم السلفية الصحيح من المفاهيم الخاطئة، وبيان حقيقة نظام الحكم في البلاد، والمستمد من الإسلام الصحيح عقيدة وشريعة بوسطية لا غلو فيها ولا تفريط، كما تهدف الندوة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن المنهج السلفي كالغلو والتطرف والتفكير والعداء للآخر، وبيان أن واقع الحكم في المملكة يكذب ذلك كله، ومن أهداف الندوة بيان الموقف الصحيح للمنهج السلفي من غير المسلمين.

وأكد أن أهداف الندوة تتمحور حول تصحيح المفهوم الخاطئ للوطنية والانتماء عند البعض، وتعزيز الانتماء للوطن ووجوب محبته والذود والدفاع عنه، بالإضافة إلى دفع الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام وغيرهم من أرباب الفكر المنحرف، ودفع الشبهات الواردة على المنهج السلفي من حيث أثره على المقررات والخطط الدراسية، وإظهار دور المملكة في تحقيق السلم والأمن العالميين، وأثر المنهج السلفي الذي تتبناه المملكة في محاربة الإرهاب بكل الوسائل والطرق وإعداد الدراسات والمؤتمرات والندوات التي تبين خطره وبيان الأمور التي تكفل القضاء عليه.

وبين مدير الجامعة أن محاور الندوة تشمل على 7 محاور؛ يتناول المحور الأول «مصطلح السلفية حقيقته وارتباطه بالإسلام الصحيح»، والثاني يتضمن «المنهج السلفي نشأته واستمداده وخصائصه»، والثالث «مفاهيم خاطئة حيال المنهج السلفي»، بينما يتناول المحور الرابع «المنهج السلفي وصلته بمصطلح الخطاب الديني المعاصر»، والخامس «الدولة السعودية والمنهج السلفي نشأة وتطبيقا»، والسادس «صلة المنهج السلفي بالمقررات والخطط الدراسية في المملكة العربية السعودية»، أما المحور السابع فيتناول «شبهات حول تطبيق المنهج السلفي في المملكة والرد عليها».

وأضاف أبا الخيل أن إجمالي البحوث والدراسات وأوراق العمل التي استقبلتها اللجنة العلمية بلغ أكثر من 150 دراسة وبحثا وورقة عمل، قبل منها للندوة أكثر من 105 دراسات وأبحاث وأوراق عمل، وهي التي حواها السجل العلمي للندوة، مشيرا إلى أن هذه الدراسات والأبحاث قدمت العديد من الباحثين الذين يمثلون جميع دول العالم، وأوضح أن جلسات الندوة سوف تبدأ اعتبارا من صباح يوم الثلاثاء المقبل وتستمر لمدة يومين.

ولفت إلى أن الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، سيضع بعد غد، الثلاثاء، حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية والتطويرية والإلكترونية بقيمة 2.3 مليار ريال (613 مليون دولار).

وقال مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن السجل العلمي لندوة «السلفية منهج شرعي ومطلب وطني» يقع في 14 مجلدا، شاملة الدراسات والبحوث وسير الباحثين والمشاركين في أعمال الندوة.