الصدر يشن أعنف هجوم على «عصائب أهل الحق» عشية إعلانها التخلي عن المقاومة المسلحة

وصف الجماعة المدعومة من إيران المنشقة عنه بأنها «مجموعة قتلة لا دين لها»

مقتدى الصدر
TT

لم تنفع كل مساعي الصلح التي قامت بها أطراف سياسية ودينية بين التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر و«عصائب أهل الحق» التي يتزعمها القيادي السابق في التيار الصدري قيس الخزعلي والمدعومة من إيران. الصدر الذي كان شن أكثر من هجوم على العصائب وزعيمها الذي انشق عنه لم تقابله إلا بالصمت أو الإعلان أنها تكن احتراما للصدر، الذي كان اشترط في وقت سابق عودتهم نادمين إلى التيار الصدري كشرط وحيد لإمكانية الصلح معهم.

التطور الذي بدا مفاجئا للجميع أن الصدر وعشية إعلان «عصائب أهل الحق» التخلي عن العمل المسلح والانخراط في العملية السياسية، بعد خروج الاحتلال الأميركي، شن عليهم هجوما هو الأعنف منذ بدء الخلاف بين الطرفين عام 2007 عندما انشق الخزعلي عن التيار الصدري. ووصف الصدر في بيان الجماعة بأنها «مجموعة قتلة لا دين لهم ولا ورع»، مبينا «أنهم عشاق الكراسي». وأضاف الصدر أن «كل من يتبعهم فهو منهم»، مشيرا إلى أن «أموالهم بدد، ووجودهم عدد سيزول، وهذا ما سيظهر خلال أيام الانتخابات». وتابع الصدر «تعسا لمن شق الصف وأضعف الوحدة».

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد أصدر الكثير من البيانات التي تبرأ فيها من عدد من أتباعه وأعمالهم، ومن ضمنهم «عصائب أهل الحق»، ودعاهم فيها إلى التوبة و«العودة إلى مركزية مكتب الشهيد الصدر»، وقد دأب أتباع التيار الصدري على تنظيم مظاهرات بعد كل صلاة جمعة خلال الأسابيع الأخيرة لتجديد الولاء للصدر والبراءة من المنشقين.

إلى ذلك، رفض مقرب من «عصائب أهل الحق»، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، التعليق على بيان زعيم التيار الصدري، مشيرا إلى أن «قادة (أهل الحق) مشغولون الآن وحتى أسبوع كامل للإعداد للمتغيرات الجديدة، وبالتالي يصعب الحصول على أي موقف منهم في أي مسألة من المسائل المطروحة»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «الاسم البديل للجماعة هو (أهل الحق للمقاومة الإسلامية)».

وكان أمين عام «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، وفي أحدث تصريح صحافي له، وصف العملية السياسية في العراق بأنها «عرجاء»، لكنه أكد عزم تياره الانخراط فيها خلال المرحلة المقبلة بهدف تعديلها، على حد قوله.

وجاء تأكيد الخزعلي الانخراط في العمل السياسي عقب إعلان حركته أنها ستطوي العملية العسكرية في حال تأكدت أن القوات الأميركية انسحبت بالكامل، مؤكدة أن مهامها ستكون الانخراط في العملية السياسية. وأوضح الخزعلي في تصريحات له أنه «لا توجد أي حوارات مع الجانب الأميركي حاليا، لكن بعد خروج القوات المحتلة من العراق ستصبح العلاقة مع الجانب الأميركي سياسية دبلوماسية». وحول دخولهم العملية السياسية، قال الخزعلي «سندخل في العملية السياسية بقوة ونبقى في المعارضة»، لكنه لم يفصح عن اسم التيار أو الحزب الذي سيدخل به العملية السياسية. وكان الخزعلي قد شارك في الاحتفال الذي أقيم في محافظة النجف باليوم الذي أطلقت عليه المحافظة «يوم النصر» لمناسبة الانسحاب الأميركي من العراق.

وقال في مؤتمر صحافي إن «هذا اليوم والأيام التي ستأتي هي أيام الاحتفال بالانتصار الكبير الذي حققته المقاومة وهو انتصار لكل العراقيين وإلى ساسة العراق ومراجع العراق ومقاومة العراق».

وفي ما يخص دخول الجهات التي كانت تقاوم القوات الأميركية في العملية السياسية، قال «بعد انتهاء وجود الاحتلال الأميركي من العراق بفضل جهود العراقيين، من الطبيعي أن تتوجه جهود المقاومة إلى تعديل الوضع غير الصحيح الموجود في العملية السياسية، لأنها ومنذ سنوات لم توفر المقدار الضروري الذي يحتاجه أبناء الشعب». وأضاف أن «العملية السياسية لم تجعل العراق قويا من الناحية السيادية أمام دول العالم بسبب خلل واضح ورئيسي نعبر عنه بأن العملية السياسية في العراق عرجاء، بمعنى أن كل الأطراف السياسية الرئيسية الموجودة هي مشاركة في الحكومة وهي معارضة عندما تتعارض مصالحها مع العملية السياسية».