باريس تفرش السجادة الحمراء تحت أقدام قبيلة بيكام الإنجليزية

في انتظار أن يدخل ديفيد وفيكتوريا وأطفالهما الأربعة عاصمة الفرنسيين دخول الفاتحين

من المتوقع أن يكون وصول عائلة بيكام إلى باريس، بعد انقضاء إجازة اعياد الميلاد ورأس السنة، حدثا مشهودا (إ.ب.أ)
TT

إنها الصفقة الأكبر التي تدشن بها عاصمة النور عام 2012. وقد دفعت الدوحة ثمنها حين تعاقدت مع لاعب كرة القدم البريطاني الشهير ديفيد بيكام لكي يلعب مع فريق باريس سان جيرمان الذي اشتراه القطريون، مؤخرا.

وكما يحدث، عادة، في صفقات من هذا النوع، تطوعت أصوات ذات نفس عنصري للاعتراض على «الأموال الخليجية التي تشتري الرموز الفرنسية»، معتبرة أن انتقال بيكام للعب في باريس ليس من الرياضة في شيء بل هو «بيزنس» يهدف لبيع المزيد من الفانلات التي تحمل صور اللاعب «العجوز» البالغ من العمر 37 عاما. لكن من يلتفت إلى تلك الأصوات وسط المهرجان القائم على قدم وساق لاستقبال بيكام وتسهيل إقامته، مع عائلته الكبيرة، في أرقى أحياء العاصمة؟.. أليس هو الساحر المحظوظ الذي سيحصل على راتب شهري يبلغ 800 ألف يورو شهريا، تضاف إليها 17 مليون يورو من حقوق استخدام صورته في الإعلانات خلال فترة تعاقده المقررة بسنة وستة أشهر؟

من المتوقع أن يكون وصول بيكام إلى باريس، بعد انقضاء إجازة عيد الميلاد ورأس السنة، حدثا مشهودا يستعد له نادي باريس سان جيرمان بالطبل والزمر، يبدأ بحفل في القصر التاريخي لبلدية باريس، تعقبه جولة في عربة مكشوفة تخترق جادة الشانزليزيه من قوس النصر وحتى ساحة الكونكورد. وهذا النوع من الحفاوة لا يقام إلا للفاتحين والمنتصرين في المنافسات الكبرى، ويعيد إلى الأذهان الاستقبال الرسمي والشعبي الذي جرى للمنتخب الفرنسي الفائز بكأس العالم 1998. وبالتأكيد فإن الكاميرات ستنقل التفاصيل إلى شاشات العالم وسيشتعل شتاء باريس بألف فلاش وفلاش.

صحيح أن اللاعب الإنجليزي الوسيم سيكون المستفيد الأول من الصفقة لكنه ليس الوحيد. إن ناديه سيكسب شهرة إضافية تسعد جماهير مشجعيه وتعود على أصحابه بعائدات محسوبة مسبقا من حقوق المبيعات، والإعلانات، والنقل التلفزيوني الذي تأخذ قناة «الجزيرة الرياضية» حصة الأسد منه. وهناك، أيضا، جيش من المستفيدين من إقامة ديفيد وفيكتوريا في باريس، يبدأ من سماسرة الشقق والعقارات، ويمر بشركات الحماية الشخصية وتأجير المرافقين والسيارات، وصولا إلى الصحف الشعبية والباباراتزي والمطاعم الفخمة ودور الأزياء ونوادي الرياضة والمربيات ومصففي الشعر والمدارس اللائقة بأطفال ثري يكسب أكثر من مليون دولار في الشهر، عدا عائدات زوجته من تجارتها الخاصة.

ومن المعروف أن فيكتوريا بيكام، المغنية السابقة في فريق «سبايز غيرلز»، تملك محلين في لندن ولوس أنجليس لتسويق الثياب التي تحمل علامتها الخاصة «dVb»، ومن المحتمل أن تغريها إقامتها الباريسية بافتتاح فرع ثالث هنا. لكن ليس هذا هو ما يشغلها، حاليا، بل تركز اهتمامها على العثور على منزل يناسبها ويريح زوجها وأطفالها في العاصمة الفرنسية.

حسب الشركات التي تتعامل بالعقارات الفخمة، فإن ميسز بيكام زارت، الشهر الماضي، 3 مساكن مقترحة للتأجير، منها اثنان يقعان في رقم 7 ورقم 9 من جادة مونتين، في قلب ما يسمى بالمربع الباريسي الذهبي، قريبا من كبريات دور الأزياء وعلى مبعدة خطوات من الشانزليزيه. أما المنزل الثالث فيقع في بداية جادة فوش، وهو «فيلا سعيد» التي سبق أن أقام فيها عدد من نجوم السينما والمشاهير. وطبعا، بدأ جيران العناوين المذكورة يتململون من احتمال أن يقلق المصورون والفضوليون هدوء منطقتهم مع قدوم العائلة الإنجليزية الشهيرة. كما أخذت فيكتوريا فكرة عن قصرين صغيرين فخمين يقعان في ضاحية سان جيرمان أوليه، غرب باريس، قريبا من المركز الذي يتدرب فيه فريق زوجها. وهي عندما تتخذ قرارها بالتشاور مع زوجها، تبدأ عمليات تأمين المنزل بأنظمة الإنذار وإقامة السواتر التي تحجبه عن كاميرات مصوري الصحف، لا سيما جرائد «التابلويد» الإنجليزية، وكلها نفقات تتكفل بها إدارة النادي. وفي ما يخص دراسة الأطفال، لم تتردد فيكتوريا في اختيار «المدرسة البريطانية في باريس» الواقعة في ضاحية «كرواسي سور سين»، من دون النظر لأقساطها الباهظة التي تتراوح بين 15 ألفا و20 ألف يورو في السنة عن كل تلميذ. وكانت صحيفة «الديلي ميل» اللندنية قد اختارت هاربر سفن، آخر أبناء بيكام والتي لا يزيد عمرها على 6 أشهر، كواحدة من أكثر الأطفال تأثيرا في العالم.