شجار بالمكانس في كنيسة المهد

في تقليد يبدو سنويا ويترافق مع تقليد غسل الكنيسة الأشهر في العالم

رجل شرطة فلسطيني يحاول التدخل لإنهاء القتال بين رجال الدين الأرمينيين والأرثوذكس الذي نشب خلال عملية تنظيف الكنيسة السنوي بمناسبة أعياد الميلاد (إ.ب.أ)
TT

مثل باقي الطقوس السنوية في الكنيسة الأشهر في العالم، كنيسة المهد في بيت لحم، فإن الشجار بين رجال دين مسيحيين أثناء غسل الكنيسة، يبدو تقليدا لا مفر منه. واشتبك عشرات من القساوسة والرهبان الذين ينتمون إلى كنيستي الروم الأرثوذكس والأرمن، أول من أمس، داخل الكنيسة، وهاجموا بعضا بعصي المكانس التي كانوا يستخدمونها لتنظيف الكنيسة، في مشهد مألوف، قبل أن تتدخل فورا قوات كبيرة من الشرطة الفلسطينية، التي كانت جاهزة أيضا، وتفض الاشتباك بالقوة. وعادة ما يختلف رجال الدين الذي يتبعون طوائف مختلفة، بشأن تقسيم مناطق تنظيف الكنيسة التاريخية، إذ تدير ثلاث طوائف مسيحية الكنيسة، وهي الرومان الكاثوليك واليونانيون الأرثوذكس والأرمن. وهذه الخلافات حول المناطق والصلاحيات، هي التي تعطل أيضا توحيد أعياد الميلاد للطوائف التي تسير وفق التقويمين الشرقي والغربي، وهي التي كادت تعرقل إعادة ترميم الكنيسة العام الماضي، لولا تدخل مباشر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقناع الأطراف بترميم الكنيسة.

وعلى الرغم من أن المناطق الموزعة بين الطوائف معروفة للجميع، فإن دخول بعض رجال الدين أثناء تنظيف بلاط الكنيسة، ولو بالخطأ، إلى منطقة أخرى، كاف لاندلاع شجار كبير على الفور.

وفي سنوات ماضية، تطور الخلاف وأدى إلى إصابات، لكن هذا العام، كان الشجار أقل عنفا.

وقال خالد التميمي، مسؤول الشرطة في بيت لحم: «إن الشرطة فضت شجارا خفيفا وقع بين بعض رجال الدين خلال عملية غسل كنيسة المهد السنوية، التي تشارك فيها مختلف الطوائف المسيحية، وقد منعت تطور الموقف حيث أخلت المنطقة التي تجري فيها الإشكالية السنوية، فورا، مما أدى إلى تجاوز الأزمة». ووصف التميمي الأمر بالمعتاد، مؤكدا أن باب الكنيسة مفتوح أمام الزوار والحجاج.

ولم تعتقل الشرطة أيا من المتقاتلين، كونهم من رجال الدين، وقد يثير اعتقال أي منهم حساسيات ومشكلات أكبر. وتكتسب كنيسة المهد أهمية استثنائية في قلوب المسيحيين بمختلف طوائفهم، ويحج إليها الملايين من كل مكان في العالم، فقد شيدت الكنيسة، وفق الاعتقاد المسيحي، في نفس المكان الذي ولد فيه السيد المسيح. وتضم الكنيسة ما يعرف بكهف ميلاد المسيح، وهو المكان الذي وضع فيه بعد مولده، وأرضيته من الرخام الأبيض، ويزين الكهف 15 قنديلا فضيا، تمثل الطوائف المسيحية المختلفة، والكثير من صور وأيقونات القديسين، وعادة ما يشهد ازدحاما كبيرا من الزوار والحجاج الذي يتباركون بالمكان.

والكنيسة، المحروسة جيدا من الشرطة الفلسطينية، ورجال الدين، عبارة عن مجمع ديني كبير، فهي تحتوي على مبنى الكنيسة، بالإضافة إلى مجموعة من الأديرة والكنائس الأخرى التي تمثل الطوائف المسيحية المختلفة.

وعلى الرغم من الشجار المعتاد، تم غسل الكنيسة، فعلا، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والرسمية الفلسطينية ورجال الدين، وعشرات من الرهبان من مختلف الطوائف والمواطنين المتطوعين الذي يشاركون في غسل الكنيسة كل عام. وتغسل الكنيسة كل عام، بعد الانتهاء من أعياد الميلاد وفق التقويم الغربي استعدادا للأعياد التي تجري وفق التقويم الشرقي، في السابع من (كانون الثاني) المقبل. ويصب العشرات الماء على أرضيتها، ويبدأ آخرون بعمليات التنظيف، كل في منطقته، من دون أن يمسوا المناطق الأكثر تاريخية ويحتاج التعامل معها إلى خبرة كبيرة.