النجيفي «يتبرأ» من مقال «نيويورك تايمز».. والصدر يهدد بعودة المقاومة المسلحة إذا تدخل الأميركيون

TT

تبرأ رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أمس من المقال الذي نشر في صحيفة «نيويورك تايمز» وحمل إضافة إلى اسمه اسمي زعيم القائمة العراقية التي ينتمي إليها، إياد علاوي، ورافع العيساوي وهو أيضا من قيادات القائمة ووزير المالية في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال النجيفي إن اسمه «حشر» في المقال الذي يتهم المالكي بالسعي لإقامة ديكتاتورية تهدد بانزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

وحسب بيان صادر عن مكتب النجيفي فإن «المقال المنشور في صحيفة (نيويورك تايمز) بعنوان (كيف ننقذ العراق من الحرب الأهلية؟) قد كتب من دون علم الرئيس النجيفي». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت رسالة موقعة من إياد علاوي وأسامة النجيفي ورافع العيساوي من الكتلة العراقية يتهمون فيها المالكي باستخدام قوات الأمن والقضاء لملاحقة خصومه وغالبيتهم من السنة. لكن البيان الصادر عن مكتب رئيس البرلمان قال إن «النجيفي ليس لديه أي علم بمن حشر اسمه مع المطالبين بتدخل الولايات المتحدة لإسقاط حكومة المالكي»، مؤكدا أنه «يمثل السلطة العليا بالبلد، ومن غير المعقول أن يشتكي إلى دولة أجنبية على الوضع في العراق حتى لو يتفق مع جزء من ذلك». واعتبر النجيفي أن «اختيار الزمان والمكان خطير للترويج لهكذا تصريحات»، مبينا أنه «يعمل حاليا على الإصلاح بين الأطراف السياسية، ومن غير المعقول أن يبني ويهدم بذات الوقت».

إلى ذلك، قلل مصدر مقرب من القائمة العراقية من الأهمية التي يمكن أن يتركها المقال. وقال المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى هويته في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المقال كتب ونشر دون علم النجيفي ولكن لم يكن ذلك أمرا مقصودا لإحراجه وإنما هناك اتفاق جنتلمان داخل القائمة وبين قادتها البارزين وهم علاوي والنجيفي والهاشمي والمطلك والعيساوي بشأن التعبير عن موقف موحد من قبلهم جميعا حيال القضايا السياسية المطروحة في الساحة اليوم حتى في ظل وجود خلافات أو اجتهادات في وجهات النظر»، مشيرا إلى أن «الخلافات أو الاختلافات فيما بينهم يمكن مناقشتها داخل القائمة بينما تبدو التصريحات التي يطلقها أي واحد منهم حيال القضايا الساخنة متناغمة بحيث لا يتم نقضها أو التناقض معها عبر تصريح آخر يبدو مخالفا تماما لما تم الاتفاق على ثوابته العامة». وبشأن مقال صحيفة «نيويورك تايمز» الذي أثار جدلا في الساحة السياسية العراقية لا سيما بعد الاتهامات التي وجهها عدد من قادة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي لقادة العراقية للسعي مجددا بـ«الاستقواء» بالأميركان فقد أوضح المصدر أن «قادة القائمة العراقية وربما جمهورها متفقون مع ما ورد في المقال من مضامين غير أن اعتراض النجيفي لا يكاد أن يكون أكثر من اعتراض إجرائي لأنه لم يؤخذ رأيه في هذه العملية بالإضافة إلى أن دوره كرئيس برلمان وفي هذه الظروف التي تجعله يعمل على تقريب وجهات النظر جعل من عملية زج اسمه بالمقال أكبر من مجرد اتفاق على ثوابت سياسية قد تتغير بين مرحلة وأخرى أو تحتاج في الأقل إلى تهدئة في بعض المراحل».

وبشأن سبب عدم زج اسم القيادي في القائمة صالح المطلك علما أنه يملك هو وعلاوي والعيساوي لغة أجنبية مما يبرر إمكانية إسهامه في كتابة مقال وزج اسم النجيفي الذي لا يملك لغة إنجليزية قال المصدر إن «وضع المطلك في هذه العملية مختلف لا سيما أن هناك شعورا لدى العراقية أن تصعيد المطلك ضد المالكي يبدو وكأنه يريد أن يلعب في حال جرت انتخابات مبكرة دور الضحية الذي استفاد منه في الانتخابات الماضية والذي جاء به نائبا لرئيس الوزراء رغم عدم مشاركته في الانتخابات بسبب الاجتثاث الذي رفع عنه في مرحلة لاحقة بناء على صفقة سياسية في حين كان التعاطف الشعبي معه في المحافظات التي تمثل حاضنة له قد جلب إلى البرلمان ثلاثة من أشقائه وأبناء عمه».

وأثار نشر المقال استياء واسع النطاق لدى مختلف مكونات التحالف الوطني الذي يضم بالإضافة إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي كلا من التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم وتيار الإصلاح الوطني الذي يتزعمه رئيس التحالف إبراهيم الجعفري والمؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي. وبينما كانت ردود فعل قوى التحالف الوطني قد انتهت عند حدود التصريحات السياسية الرافضة لدعوة قادة العراقية الثلاثة الولايات المتحدة للتدخل مجددا في العراق فإن رد زعيم التيار الصدري يبدو هو الأكثر لفتا للنظر. ففي بيان له صدر أمس اعتبر الصدر أن المقاومة المقبلة في العراق بعد الانسحاب الأميركي هي مقاومة اجتماعية وثقافية وسياسية لكنه هدد بعودة المقاومة المسلحة في حال عاد الأميركان في إشارة ضمنية إلى المقال المذكور. وقال الصدر في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «الوجود العسكري للاحتلال انتهى أو شبه انتهى لذلك سيكون عملنا المستقبلي هو المقاومة الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية والأخلاقية والدينية العقائدية». لكن الصدر هدد طبقا للبيان بأنه في حال «عودة الوجود العسكري للاحتلال فستعود المقاومة المسلحة من قبل أنصار التيار الصدري وسنجعل جهنم للكافرين حصيرا»، مستدركا القول «فإن لم يجابهكم الاحتلال بالسلام فجابهوه بمثل ذلك» على حد قوله.