جدة: جهود شبابية تحول المناطق العشوائية إلى أروقة فنية

أكثر من 30 متطوعا شاركوا الأهالي

الرسم على الجدران هواية تحول المواقع التي طالتها يد العبث تتواءم مع عروس البحر الأحمر («الشرق الأوسط»)
TT

«يا حارتي.. نظافتي في ثقافتي» بهذه العبارة وغيرها شمر مجموعة من أطفال وشباب عن سواعدهم بأحد أحياء مدينة جدة الجنوبية، وتحديدا في حارة الكويت بحي القريات، وذلك بالتعاون مع متطوعين من جمعية أصدقاء حدائق جدة، ضمن برامجهم الاجتماعية التي تهدف إلى تعزيز روح المشاركة بين الشباب وثقافة التطوع، من أجل تغيير سلوكيات المجتمع من خلال التوعية البيئية.

فيصل زيد شاب عشريني وأحد أفراد حي القريات، والمتطوعين في فعالية الرسم على الجدران في منطقته بين في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن اختيار المنطقة لم يكن ضربا من العشوائية، بل كان بسبب وضع المنطقة وحاجتها الماسة إلى إقامة مثل هذه الفعاليات بها، ومن أجل توعية المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة، لا سيما أن هذا الحي يعرف بكثافته السكانية التي تتجاوز 30.000 نسمة.

وتابع حديثه: «إلى جانب الرغبة في الحصول على الخير وتطوير المنطقة، والاستفادة من هواية الأطفال للرسم، خاصة أن أغلب أولئك الأطفال يملكون هواية الرسم ولا يستغلونها بالشكل الصحيح كانت أحد تلك الأسباب لاختيار المنطقة، موضحا أن الرسومات التي تم رسمها كانت بمشاركة من شباب الحي، ورسامي جدة من المحترفين والهواة».

وقد تم تزيين جدران المنطقة برسومات تعبيرية مختلفة تخدم الغرض الجمالي، والغرض البيئي المتمثل في الحث على النظافة وأهمية المحافظة عليها، وضرورة الاستفادة القصوى من البيئة، وذلك من خلال عبارات تحفيزية وإرشادية تم خطها على تلك الجدران والتي تدعو لضرورة الحفاظ على البيئة مثل «حافظ عليها»، «يا حارتي نظافتي في ثقاقتي».

فالرسم على الجدران، هواية قادت لأن يلتزم مجموعة من الشباب السعودي ذكورا وإناثا من هواة الرسم، في جدة تحديدا بتبني مشاريع شبابية كثيرة ومختلفة من شأنها تحويل بعض المواقع التي طالتها يد العبث، والأخرى التي لا تحوي معالم جمالية تتواءم مع عروس البحر الأحمر، إلى تحف فنية، تضيف جمالية على مدينتهم التي تعتبر ضمن أهم المدن من الناحية السياحية على مستوى السعودية.

إلا أن أمين طارق أحد المشاركين في الفعالية قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشاركته في فعالية الرسم هذه ليست الأولى، فقد سبق له أن اشترك في أكثر من فعالية مشابهة لها، وإن ما يدفعه للمشاركة هو حبه لهذا الفن، وإيمانه به كرسالة بسيطة ومباشرة من شأنها أن ترسخ في أذهان الأطفال قبل الكهول، مؤكدا أن شعوره بمسؤوليته الاجتماعية تجاه مجتمعه هو ما دفعه بالدرجة الأولى للمشاركة.

وبالعودة إلى فيصل شاب أحد المشاركين في الفعالية الذي ذكر أن العمل على هذه الفعالية بدأ منذ خمسة أيام، وذلك من خلال صورة تعريفية تم وضعها في وسط المنطقة المراد تزيينها، إلا أن العمل بدأ فعليا بعد يومين وهو يوم أول من أمس، وأن عدد المتطوعين بلغ أكثر من ثلاثين شخصا، إلى جانب أفراد من مختلف أفراد الحي أطفال، شباب، رجال كبار في السن، ومجموعة من الرسامين تراوحت أعدادهم من ثمانية إلى اثني عشر رساما.

جدير بالذكر أن فعالية الرسم على الجدران بحي القريات كان بتنظيم من جمعية أصدقاء حدائق جدة، وبمشاركة ودعم شركة «تمر» ضمن مسؤوليتها الاجتماعية والتي آمنت بهدف الجمعية في التوعية البيئية بالإضافة إلى مشاركة شركة البيك ومشاركة مجموعة YIG التطوعية.