فضائح السياسيين الجنسية عام 2011: مغازلات تنتهي بحسرة وسمعة ملطخة

شوارزنيغر وهيرمان كين وستروس - كان وأنتوني وينر

أرنولد شوارزنيغر انفصل عن زوجته ماريا شرايفر بسبب ظهور ابن له من علاقة بمدبرة المنزل (أ.ب)
TT

لطخت الفضائح الجنسية هذا العام عددا من أسماء السياسيين وصناع القرار في العالم، الذين لم ترحمهم وسائل الاتصال الاجتماعية كـ«فيس بوك» و«تويتر»، فوثقت فضائحهم سريعا بالصوت والصورة وقلبت حياتهم رأسا على عقب. البعض منهم اضطر لهجر الحياة السياسية، وآخرون إلى الانفصال عن شريكات حياتهم. ومهما انخرطت أسماء النجوم في القضايا ذات الطابع الجنسي تظل فضائح الساسة من الأمور الأكثر إثارة للاهتمام والفضول، كونها لا تمحى من ذاكرة الإعلام والجمهور والتاريخ. وانكشفت أولى الفضائح الجنسية هذا العام في شهر يوليو (تموز) الماضي، بعد أن وجد الممثل الأميركي وحاكم ولاية كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر نفسه في وضع لا يحسد عليه، بعد أن اضطر للاعتراف بطفل غير شرعي من علاقة «عابرة» مع مدبرة منزل كانت تعمل لديه وتدعى ميلدرد باتريسيا باينا المعروفة بـ«باتي». وعلى أثر هذه الفضيحة قررت زوجته ماريا شرايفر رفع دعوى طلاق بعد 25 سنة قضياها كشريكين.

وعلى الرغم أن شوارزنيغر (63 سنة) كشف شخصيا تفاصيل علاقته السابقة لزوجته بعد عشر سنوات، وقدم للجمهور عبر المتحدث باسمه نسخة من البيان لإحدى وكالات الأنباء، فإن رواية أخرى تفيد بأن «باتي» نفسها قررت الكشف عن تفاصيل علاقتها بالنجم السينمائي خصوصا بعد تسريحه لها كمدبرة في منزل عائلته منذ أشهر قليلة. الجدير ذكره أن شوارزنيغر، وهو لاعب كمال أجسام نمساوي المولد، ترك منصبه كحاكم لولاية كاليفورنيا الأميركية في يناير (كانون الثاني) الماضي. وهو على وشك إحياء مسيرته الفنية بفيلم جديد من سلسلة أفلام «المدمر» (Terminator)، أما زوجته شرايفر فهي صحافية وابنة أخت الرئيس الأميركي الراحل جون كنيدي، وأم لولديه باتريك (17 سنة) وكريستوفر (13 سنة).

فضيحة الممثل الأميركي لم تتوقف أصداؤها من على صفحات الجرائد والمجلات الا بعد انطلاق فضيحة «السروال» التي وقع في فخها النائب الديمقراطي وعضو الكونغرس أنتوني وينر. كانت صور فاضحة له قد تسربت عبر موقع «تويتر» الاجتماعي يُعتقد أنه بعثها عبر رسالة مباشرة وحميمة لإحدى النساء، حيث ظهر فيها مرتديا سرواله الداخلي. وعلى الرغم من أن وينر كذّب هذا الخبر، مؤكدا أن الصفحة الخاصة به على موقع «تويتر» تعرضت لقرصنة معلوماتية، فإنه لاحقا أقر بأنه هو في الواقع من ظهر في الصور، معترفا بإقامته حوارات عدة «غير لائقة» عبر «تويتر» و«فيس بوك» والبريد الإلكتروني وأحيانا عبر الهاتف مع نساء التقى بهن على الإنترنت قبل وبعد زواجه من هوما عابدين المساعدة البارزة في طاقم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. حيث برر إنكاره التهمة بأنه كان «مذعورا» حالما علم بانتشار الصور.

هذا الاعتراف أثار غضبا في الأوساط السياسة الأميركية وتحديدا الحزب الديمقراطي الذي كان يعلق على وينر آمالا كبيرة في الانتخابات البلدية المقبلة في نيويورك، حيث أعربت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ديبي واسرمان شولتز وزعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي عن أملهما في أن يقدم وينر استقالته.

كما لم ينج المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية هيرمان كين من تهم الفضائح الجنسية، حيث تقدمت موظفتان في رابطة المطاعم القومية التي كان يعمل فيها كين بدعوى تتهمان فيها المرشح الجمهوري بمحاولته التحرش الجنسي بهما، وأن الرابطة دفعت للموظفتين مبلغا من المال مقابل مغادرتها والتكتم على الموضوع.

لكن كين نفى الاتهام عبر عدد من وسائل الإعلام، وقال لمحطة «فوكس نيوز»: «لم أتحرش بأحد في حياتي، وقد تعرضت لاتهام باطل حين كنت أعمل في الرابطة، وقد أثبت تحقيق أجري حول الحادثة بطلان التهمة، ولا علم لديّ حول ما إذا كانت الرابطة قد دفعت تعويضا ماليا للسيدتين أم لا». وفي مايو (أيار) الماضي، اتهم رئيس صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستروس – كان بالتحرش بعاملة في فندق بنيويورك. واعتُقل ستروس وهو شخصية محورية في الحزب الاشتراكي في مطار جون كنيدي في نيويورك، قبل لحظات فقط من محاولته مغادرة الولايات المتحدة إلى باريس. ولكن أسقطت الدعوى الجنائية عن ستروس بعد أن قطعت المحاكمة شوطا طويلا، عندما تبين لها أن الخادمة المدعية (32 سنة) قد كذبت بشأن بعض تفاصيل ادعائها.

وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قال كان لمحطة التلفزيون الفرنسي «تي إف 1» إن الحادث الذي وقع في فندق «سوفيتيل» مع الخادمة الغينية «لم يكن سوى علاقة غير ملائمة، بل أكثر من ذلك كان خطأ.. غلطة بحق زوجتي وأطفالي وأصدقائي.. والشعب الفرنسي الذي آمل في أن أكون سببا للتغيير له». ومضى يقول خلال المقابلة «أنا لست فخورا بذلك.. أنا آسف لهذا، لقد أعربت عن أسفي ذلك خلال هذه الأشهر الأربعة»، واصفا الاتهامات التي وجهت له بأنها حصار جعله يشعر بأنه «ذليل».