المصريون يودعون عاما استثنائيا ويستطلعون «هلال» مستقبلهم في 2012

اختلفوا حول كون 2011 الأفضل أم الأسوأ

TT

اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، سقوط مبارك ثم محاكمته مع رموز نظامه، حل الحزب الوطني وجهاز أمن الدولة، صعود التيارات الإسلامية سياسيا، وتحول «الإخوان» من جماعة محظورة لجماعة معترف بها يتبعها حزب سياسي، انتخابات برلمانية غير مزورة.. أحداث استثنائية شهدها عام 2011 الذي ودعه المصريون قبل ساعات، لكنه سيظل بطبيعة الحال محفورا في ذاكرتهم، وبينما يسود المشهد العام في مصر حالة من الارتباك السياسي؛ لا يعرف رجل الشارع إلى أين سوف تسير به البلاد مع أول ساعات عام 2012.

ربما يبدي البعض رأيا قاطعا عند سؤاله عن رؤيته للعام المنصرم، كونه الأفضل أم الأسوأ بالنسبة له. لكن عند الحديث عن توقعات العام الجديد تبدو الإجابة شاقة. أحمد شوقي، الذي يعمل مندوبا للمبيعات، والذي يقول: «2011 هو العام الأفضل لأنه شهد سقوط مبارك، لكن القادم لا نعرفه، فهل سيستمر المجلس العسكري في إدارة شؤون مصر، أم سيأتي رئيس جديد مع منتصف العام، أعتقد أن الإجابة عن ذلك ستحسم مستقبل المصريين».

«بلاش نتكلم في اللي فات، المهم اللي جاي»، هذا ما يراه فتحي الخولي، بائع الفاكهة، حول تعليقه عن 2011، آملا أن يشهد العام الجديد محاكمة الرئيس السابق مبارك سريعا، وبرأيه لن يهدأ الشارع إلا بعد الانتهاء من الحكم على الرئيس المخلوع.

أما الطالبان الجامعيان هيثم وشريف، فاتفقا على أن العام المنقضي هو الأسوأ، حيث فقدت مصر الاستقرار والأمن وهما أكثر الأشياء التي تميزها. ويرى الصديقان اللذان يدرسان القانون بجامعة القاهرة أنه لن يكون هناك استقرار اقتصادي مستقبلا إلا بعد الاستقرار السياسي «لازم الناس تهدأ، فالمستثمرون لن يغامروا بالاستثمار في مصر طالما هناك توتر سياسي».

«الحكم على العام الفائت أمر نفسي.. ولكنه في يد الحراك السياسي»، هذا ما يراه الدكتور أحمد البحيري، استشاري الطب النفسي، متابعا: «حدث للمصريين مواجهة مع حدث عظيم حرك بشدة مشاعرهم أكثر من أفكارهم، تأرجحت هذه المشاعر بين غضب وثورة وحب وكره وتضحيات وإيثار.. والحكم على كون هذا العام هو الأسوأ أو الأفضل يختلف بتداعيات المواقف والأحداث لديهم، فإذا نظروا للأمل في تنفيذ الحرية والديمقراطية فالحكم يأتي أنه الأفضل، أما لو تم النظر لعدد الشهداء والدماء والتضحيات فهو الأسوأ».

بنبرة تفاؤل أوضحت هالة مراد، موظفة حكومية، أن المستقبل سيكون أفضل: «انتهت التحديات، وأجرينا الانتخابات، ومصر ستعود أفضل». وتابعت: «كلنا نرغب في تسليم مصر لسلطة مدنية بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، أدعو كل القوى الوطنية للوقوف خلف الرئيس الذي سيأتي بالانتخابات». خاتمة حديثها بالقول: «ربنا يولي من يصلح».

ببساطة أولاد البلد خرجت كلمات الستيني فرج عبد الله، قائلا: «الشيخ متولي الشعراوي قال الحل لنا في كلمتين.. الثائر الحق هو من يهدأ ليبني الأمجاد». بينما يرى محمود عبد الكريم، المحامي، أن العام الجديد يجب أن يبدأ بالدستور «ولا طريق للاستقرار غير ذلك».

وبينما سجلت الحركة السياحية في مصر تراجعا، ترى هند غمري، التي تركت عملها بإحدى الشركات السياحية: «العام الماضي هو الأسوأ لي على المستوى الشخصي، لكنه قد يبدو جيدا لغيري». وترى أن مهمة العام الجديد أمام حكومة الدكتور كمال الجنزوري هي القيام بجملة إصلاحات لمعالجة الأوضاع الداخلية وأهمها القطاع السياحي، والذي برأيها يكتنفه الغموض مع صعود التيار الإسلامي في الانتخابات البرلمانية.