رئيس نيجيريا يعلن الطوارئ بعد الاعتداءات الدامية في الشمال

أساقفة البلاد يدعون للاستعانة بخبراء أجانب لمواجهة «بوكو حرام»

نيجيريات يبكين ذويهن الذين قتلوا في هجمات يوم الميلاد، أمام كنيسة خارج العاصمة أبوجا أمس (رويترز)
TT

أعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان أمس حالة الطوارئ في مناطق بشمال البلاد، وذلك بعد أسبوع من تفجيرات نفذتها جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة. وقال جوناثان في كلمة وجهها عبر التلفزيون الحكومي إنه قرر أيضا إغلاق الحدود مع الدول الأخرى في المناطق التي تشملها حالة الطوارئ كإجراء مؤقت يهدف إلى معالجة التحديات الأمنية الحالية.

وجاء هذا بعد ساعات على زيارة قام بها الرئيس جوناثان إلى كنيسة في مادالا بضواحي العاصمة، تعرضت ضمن مواقع أخرى إلى اعتداءات دامية الأحد الماضي، نفذتها جماعة «بوكو حرام». وقال جوناثان خلال زيارته للكنيسة إن التنظيم «تأسس كمجموعة غير خطيرة في ولاية بورنو (شمال) وتفشى كالسرطان. ويريد قتل نيجيريا، لكن لا أحد سيسمح بذلك». وتابع: «يستغل البعض الوضع لصالحهم، لكن هجوما إرهابيا يستهدف أي جزء من البلاد هو هجوم ضدنا جميعا. سنسيطر عليهم جميعا ونسحقهم».

وتعد هذه التصريحات من موقع الاعتداء، الأشد صرامة التي أطلقها الرئيس النيجيري ضد جماعة «بوكو حرام» ونشاطاتها منذ 2009. وتقع مادالا على بعد نحو أربعين كلم شمال أبوجا العاصمة الفيدرالية، في بلدية سوليجا. وقال جوناثان: «كل الهجمات الإرهابية في ولاية النيجر وقعت في سوليجا. إذا شجعت هيئات أو أفراد الجريمة فسنتولى أمرهم بجدية».

بدوره، حث تجمع نافذ يضم الأساقفة الكاثوليك لعموم نيجيريا أمس، الرئيس جوناثان على طلب مساعدة خبراء أجانب في مكافحة الجرائم للقضاء على التهديد الذي تشكله جماعة «بوكو حرام» المتهمة بالمسؤولية عن مئات القتلى. وقال بيان أصدره الأساقفة: «ندعو الرئيس إلى استدعاء الخبراء المتقاعدين في مكافحة الجريمة والاستعانة بخبراء أجانب في هذا المجال لمساعدة رجال الأمن في جهودهم المستمرة للقضاء فورا على التهديد الذي تشكله (بوكو حرام)».

ويعتقد أن «بوكو حرام» تشمل عدة فصائل ذات أهداف شتى، بينها من تربطه صلات بسياسيين في البلاد، إضافة إلى نواتها المتشددة التي جمعت أنصارا من الشبان من الشمال الذي يعاني الكثيرون فيه من فقر مدقع. وقال رئيس مؤتمر الأساقفة النيجيريين، الأسقف فيلكس الابا جوب في البيان: «من الواضح أن الجماعة أعلنت الحرب على نيجيريا، وفي أوقات الحرب تلجأ الأمم إلى ما لديها من قدرات احتياطية. من الواضح أيضا أننا إذا اكتفينا بالاستعانة بما هو متاح لدى أجهزة الأمن الحالية، فلن نحرز تقدما كبيرا». وكانت جماعة «بوكو حرام» قد أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات قاتلة وهجمات بالرصاص في العاصمة أبوجا، وفي مناطق أخرى من شمال البلاد، بما في ذلك تفجيرات عيد الميلاد التي استهدفت كنيسة كاثوليكية خارج المدينة، فضلا عن هجمات أخرى أسفرت عن مقتل 49 شخصا على الأقل. وقال الأساقفة إن محصلة القتلى أو المفقودين في أعقاب سلسلة هجمات الميلاد على الكنائس «يخشى اليوم أنه يناهز 200». ولم تؤكد جهات أخرى المحصلة. وكانت أجهزة الأمن النيجيرية تعرضت لضغوط كثيفة لوقف هجمات «بوكو حرام» مع تصاعد العنف الذي يتبناه متحدثون باسم الجماعة. والتقى الرئيس جوناثان أول من أمس كبار مسؤولي الأمن للمرة الثانية خلال يومين في أعقاب ما تردد عن احتمال إعادة تعيين طاقم أمني جديد.

وكانت «بوكو حرام» قد نفذت عشرات الهجمات في نيجيريا، أغلبها في شمال شرقي البلاد، واستهدفت أيضا زعماء مسلمين.

وأعرب القادة المسيحيون عن تنامي الإحباط بسبب عجز السلطات عن وقف الهجمات التي قتلت مئات الأشخاص هذا العام. يذكر أن نيجيريا هي كبرى بلدان القارة الأفريقية من حيث تعداد السكان ويتوزع سكانها بالتساوي تقريبا بين شمال مسلم وجنوب مسيحي.