محكمة مصرية تقبل طعن جهادي عائد من غوانتانامو متهم في قضية تنظيم «الوعد»

محاميه لـ«الشرق الأوسط»: الجزار حالته الصحية سيئة والحكم تأخر 6 أشهر

عادل فتوح الجزار
TT

قبلت محكمة النقض العسكرية في مصر الطعن المقدم من المعتقل السابق بسجن غوانتانامو الأميركي عادل فتوح الجزار، بعد أن قررت المحكمة أمس إعادة محاكمته في الحكم الذي صدر عليه غيابيا، وقضى بالسجن عليه 3 سنوات في قضية انتمائه لتنظيم الوعد الإسلامي. قال محمد زارع مدير جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء إن الفصل في القضية تأخر 6 أشهر، لافتا إلى أن المحكمة لم تحدد جلسة لإعادة محاكمة الجزار، برغم حالته الصحية غير الجيدة.

وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت الجزار في مطار القاهرة فور وصوله إلى مصر في يوليو (تموز) الماضي، قادما من سلوفاكيا لتنفيذ الحكم الذي صدر ضده في القضية رقم 24-2001 جنايات عسكرية، المسماة بقضية تنظيم الوعد.

وجاء حكم محكمة النقض العسكرية بقبول طعن الجزار وإعادة محاكمته بعد أن تقدمت منظمات حقوقية بمذكرة للطعن على الحكم الذي صدر ضده غيابيا استنادا إلى حقه في محاكمة حضورية.

ومن جانبه، أكد زارع أن «الجزار محتجز على ذمة قضية تنظيم الوعد منذ وصوله إلى القاهرة في سجن العقرب (وهو سجن شديد الحراسة يقع ضمن مجموعة سجون طرة جنوب القاهرة)»، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «صدور الحكم بقبول الطعن وإعادة محاكمة الجزار أمر طبيعي وقانوني، لأن الحكم صدر غيابيا وفي ظروف اضطرارية، حيث كان الجزار وقت صدور الحكم معتقلا لدى السلطات الأميركية».

وكان قد ترافع في جلسة نظر طعن الجزار محامون من منظمتين حقوقيتين هما المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء التي حصلت في 20 سبتمبر (أيلول) عام 2006 على حكم قضائي من محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر يلزم الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الخارجية ببذل مساعيها لإطلاق سراح الجزار باعتباره مواطنا مصريا محتجزا بشكل غير قانوني في دولة أخرى.

وقالت المحكمة في حكمها: «ليس من شك في أن هذا الدور الذي تقوم به الحكومة خارج البلاد ممثلة في وزارة الخارجية وأجهزتها المختلفة من رعاية وحماية رعايا الدولة بالخارج ورفع الظلم والمهانة عنهم هو واجب دستوري بالأساس».

وتعود وقائع قضية الجزار (46 عاما) إلى بداية سفره لباكستان عام 2000 لتدريس القرآن الكريم، وبعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 والحرب على أفغانستان، تطوع للذهاب إلى أفغانستان مع الهلال الأحمر لمساعدة اللاجئين؛ إلا أنه أصيب في قصف جوي أميركي وقضى شهرا في مستشفى باكستاني، قبل أن يتم القبض عليه من قبل الجيش الأميركي، وتم ترحيله إلى أحد السجون التابعة للولايات المتحدة في قندهار بأفغانستان رغم عدم استكمال علاجه، وظل الجزار في السجن لمدة 11 يوما وبعد ذلك تم ترحيله إلى سجن غوانتانامو الأميركي بكوبا، ونظرا لعدم تلقيه أي عناية طبية تأزمت حالته الصحية وتم بتر إحدى ساقيه.