لم يتأخر وزير الحج كثيرا عن مكة، حيث حطت رحاله في أول أيام العام الميلادي الجديد في إشارة ضمنية إلى أن العمل دقت أجراسه في أركان وزارة يعتبرها السعوديون بأنها الملف الأصعب في الأروقة الوزارية.
الدكتور بندر الحجار، ليس بعيدا عن وزارة الحج، فهو الرجل الذي قدم من قبة الشورى، حيث تتوسد الأرقام بين دفتيه بشكل منتظم، ليحاول جاهدا تلمس الأوضاع على حقيقتها في خطوة تهدف نحو جسرنة الوصول إلى الحلول «الأنجع».
وأكد الدكتور بندر حجار، وزير الحج أن وزارته ستعمل على تقييم مؤسسات الطوافة، وذلك بعد فراغه من الزيارات الميدانية لتلك المؤسسات، والتي استهلها صباح أمس بزيارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ومؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية، وكان قبلها قد اجتمع مع وكلاء وزارته في مقر الوزارة في مكة المكرمة، كاشفا في الوقت ذاته عن أن الوزارة في طريقها لتعيين ناطق إعلامي يربط الوزارة بوسائل الإعلام المختلفة.
وقال حجار أثناء لقائه وسائل الإعلام، إن «جميع مؤسسات الطوافة أصبحت اليوم مؤسسات إلكترونية لأن جميع أعمالها تدار إلكترونيا وحصولها على جوائز قيمة نظير تطور أعمالها التقنية مثل حصولها على جوائز الآيزو وجائزة مكة للتميز لخدمة الحجاج والمعتمرين، وهذا يجسد تميزها في هذا الجانب بالإضافة إلى اهتمامها الكبير بالمنظور المستقبلي واستشراق المستقبل واعتمادها على الدراسات، سواء كانت دراسات ميدانية أو مكتبية، وهذا جانب مهم جدا، حيث تبين أن لديها استراتيجية للعمل في المستقبل وتهتم بالتدريب على جميع المستويات وهذا ما يدخل السعادة في نفوسنا».
وأضاف وزير الحج «البعض من مؤسسات الطوافة لديها إنجازات جيدة وتتطلع لإنجازات أكبر والوزارة ستقوم بمهمتها بمساعدة هذه المؤسسات لتطوير أعمالها وتذليل أي عقبات تواجهها حتى تستطيع مواصلة جهودها في تطوير خدماتها المقدمة لضيوف الرحمن».
وأفصح وزير الحج أنه لديه معلومات أبان عمله في مجلس الشورى عن مؤسسات الطوافة من خلال التقارير السنوية التي ترد للمجلس من وزارة الحج، لكنه في الوقت ذاته أكد أن المعلومات ليست كما شاهدها في أولى زياراته التي استهلها أمس على مؤسسات الطوافة لأن الزيارات الميدانية لهذه المؤسسات تعطي معلومات أوضح وأوسع من التقارير، معتبرا التقارير التي كانت تأتي من وزارة الحج إلى مجلس الشورى كانت تتركز على المعوقات التي تواجه الوزارة من دون المؤسسات.
وكان وزير الحج الدكتور بندر حجار قام بزيارة تفقدية لفرع وزارة الحج بمكة المكرمة اطلع خلالها على أقسام الفرع وما يقدمه من خدمات وإشراف مباشر على مؤسسات الطوافة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية المطوف فيصل نوح «يوجد في هذه المؤسسة أكثر من 4500 مساهم ومساهمة، حيث تقوم المؤسسة بخدمة ما يربو على 350 ألف حاج وحاجة من عشرين دولة عربية، وذلك على مدى سنوات طويلة تجاوزت الـ25 عاما من العمل المؤسساتي المنظم بإشراف مباشر من وزارة الحج وفق توجيهات وتطلعات قيادتنا الرشيدة التي تضع شؤون الحج والحجاج في مقدمة اهتماماتها وأولوياتها».
وبين نوح أنه مع مرور 25 عاما على إنشاء هذه المؤسسة ما زالت تسعى إلى تحقيق المزيد من الإنجازات والخدمات الجليلة لضيوف الرحمن من حجاج الدول العربية منذ وصولهم وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم.
وعقد وزير الحج اجتماعا مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة وأعضاء المؤسسة تمت فيه مناقشة المواضيع التي تهتم بخدمة حجاج بيت الله الحرام وما تقدمه المؤسسة من خدمات في هذا المجال.
وقام وزير الحج بجولة اطلع خلالها على إدارات وأقسام المؤسسة شملت أقسام الحاسب الآلي والاستقبال والتفويج والشؤون الإدارية وقسم إدارة المشاعر والمكتبة العامة بالمؤسسة، كما اطلع على المبنى الجديد للمؤسسة.