أوغلي: الوقت ما زال مبكرا على التعليق على بعثة المراقبين العرب في سوريا

أمين عام منظمة التعاون الإسلامي طالب بعدم التدخل في مهامها

أكمل الدين إحسان أوغلي
TT

امتنع أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عن التعليق على دور بعثة وفد مراقبي الجامعة العربية في سوريا، في ظل وجود أنباء عن عدم استجابة السلطات السورية لتلك الوفود، واستمرار عمليات إطلاق النار التي تولد عنها وجود قتلى وجرحى مؤخرا.

وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في المقر الرئيسي للمنظمة الإسلامية في جدة للحديث عن التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط والانتفاضات الشعبية في العالم العربي، قال: «في ما يتعلق بما يتم الآن من أعمال لجنة المراقبين التابعة للجامعة العربية في سوريا، نحن نتابع بشكل متواصل وعن قرب, وأتمنى أن تقوم هذه اللجنة بواجباتها كاملة من دون أي تدخل وأن يسمح لها بتقصي كل الحقائق مباشرة دون أي مضايقات».

وأضاف إحسان أوغلي: «لا يمكن لنا في الوقت الراهن التعليق على عمل اللجنة في الوقت الحالي ويجب أن يتم بعد انتهاء التقرير لفريق المراقبين الذي أرسلته الجامعة العربية لمراقبة الأوضاع في سوريا»، رافضا التعليق على مهمة الفريق، باعتبار أن الوقت لا يزال مبكرا لذلك، فالمهمة تستمر لشهر كامل قابل للتجديد أيضا.

وتحدث عن مبادرة تقوم بها منظمة التعاون الإسلامي من أجل تحقيق المصالحة الوطنية في الصومال، وذلك في تواز مع الجهود الإنسانية الحثيثة التي بدأتها في مطلع أغسطس (آب) الماضي، وحتى الوقت الحالي، وقال إحسان أوغلي: «إن المنظمة تعنى بالشأن الصومالي عن قرب، وذلك على المستويين السياسي والإنساني»، مشيرا إلى أن الجهود الإنسانية للمنظمة في الصومال دخلت مرحلة التعافي، عبر حفر قرابة 700 بئر ماء صالح للشرب بتكلفة 85 مليون دولار، في أكبر عملية حفر آبار يشهدها هذا البلد في تاريخه.

وفي رده على سؤال حول التوترات القائمة في المنطقة على خلفية أزمة مضيق هرمز، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي: «إن المنظمة ترفض التدخل العسكري الأجنبي»، مؤكدا أن هذا النوع من التدخلات العسكرية «من شأنه تحويل المنطقة إلى خراب»، مستشهدا في هذا الصدد بما جرى في كل من العراق وأفغانستان والصومال. ودعا إحسان أوغلي دول المنطقة، الأعضاء في المنظمة، إلى ضبط النفس، والمضي في حوار مباشر حول هذا الشأن.

من جهة أخرى أوضح إحسان أوغلي أن اللجنة الرباعية الخاصة بفلسطين فشلت ولا خير يرجى منها، من خلال عملها في التدخل لوقف سياسات التمييز العنصري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، ورفض تلك التشريعات الباطلة، وعدم الاعتراف بها، وإلزام إسرائيل باحترام قواعد القانون الدولي والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.

وعلى الصعيد الداخلي، شدد إحسان أوغلي على الدور المؤسس للمملكة العربية السعودية، ونوه قائلا إن خادم الحرمين الشريفين قد تبرع بقطعة أرض لإنشاء مقر يليق بالمنظمة ودولة المقر، مضيفا أنه ينتظر الأمر الملكي المتعلق بالبدء في إنشاء المقر في أقرب وقت، مشيدا بدور السعودية منذ الستينات في دعم وإنشاء منظمة التعاون الإسلامي في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، يرحمه الله.

وتحدث إحسان أوغلي عن التطورات التي حصلت في العالم الإسلامي خلال العام المنصرم، خاصة الشق العربي منه، من خلال الأحداث الجيوسياسية في تونس ومصر وليبيا واليمن والمغرب وغيرها من البلدان. وزاد: «من الطبيعي أن تساهم المنظمة بنشاط كبير في هذا الحراك الكبير منذ بدء مساره مع أنشطة المجتمع الدولي، فقامت بجهود كبيرة في هذا الصدد».

وحول مجال الشؤون الاقتصادية قال: «إن مؤشر التجارة البينية بين الدول الأعضاء تظهر أن معدل التجارة بين الدول في زيادة مطردة, إذ بلغ معدل التجارة البينية في إطار المنظمة 17.03 في المائة في عام 2010 مقابل 16.65 في المائة في عام 2009 وبلغت الحسابات نحو 539 مليار دولار في عام 2010 مقابل 426.75 مليار دولار في عام 2009».

وحول التوقعات لعام 2012 قال رئيس المنظمة: «سيتم إنشاء اتحاد الصناعات الزراعية في المنظمة لتعزيز نهج سلسلة القيمة في التنمية الزراعية في الدول الأعضاء, كذلك إطلاق برنامجين منفصلين لريادة الأعمال في أوساط الشباب».

واستطرد: «من المتوقع أيضا خلال العام الحالي الجديد إطلاق المرحلة الثانية من برنامج التنمية في أفريقيا، وإنشاء مركز منظمة التعاون الإسلامي للتعاون في مجال الأعمال والحاضنات التكنولوجية، دعما لريادة المشاريع ونقل التكنولوجيا الصناعية».