السوريون يستقبلون 2012 بمظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام

أهالي القصير غاضبون لعدم وصول المراقبين.. وناشط في حمص لـ«الشرق الأوسط»: المدينة مشلولة

سوريون يشيعون أحد قتلى الثورة السورية في وادي العرب
TT

احتفل السوريون باستقبال العام الجديد على طريقتهم؛ حيث نظمت المعارضة في الداخل وشباب الثورة مظاهرات متزامنة في دمشق وإدلب وحلب والزبداني ودرعا والقامشلي، فنزل الآلاف إلى أحياء دمشق، ومنها: الميدان وبرزة والقدم، ليلة السبت - الأحد، وحملوا لافتات تطالب بإسقاط النظام. بينما شهد مركز مدينة إدلب وريف المحافظة مظاهرات حاشدة تطالب برحيل نظام الرئيس (السوري) بشار الأسد، وجاء المشهد مماثلا في معرة النعمان وجرجناز وبنش، في وقت أحصت لجان التنسيق المحلية التي تنظم المظاهرات على الأرض، مقتل 5862 مدنيا بيد الجيش وقوات الأمن السورية منذ بدء الانتفاضة الشعبية في 15 مارس (آذار) الماضي حتى نهاية عام 2011، وبين هؤلاء القتلى 395 طفلا.

وتم بث أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» ظهر فيها «شبان الثورة» وهم يطلقون الأسهم النارية احتفالا بحلول العام الجديد، ويطلقون هتافات تدعو لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

في مدينة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا تجمع مئات الأشخاص في إحدى ساحات البلدة لمشاهدة إطلاق أسهم نارية وهم يحملون المشاعل ويطلقون الهتافات الداعية «للوحدة الوطنية وللأخوة الإسلامية - المسيحية».

ورفع المتجمعون في هذه المدينة القريبة من الحدود مع تركيا مجسما كبيرا ضم هلالا وصليبا، وهتفوا لـ«الحرية ولحرية الحياة».

وفي حلب، التي بقيت نسبيا بمنأى عن الحركة الاحتجاجية، تجمع عدد من الشبان، بحسب أحد الأشرطة، في حي الصاخور وهم يطلقون هتافات تأييد لمدينتي حمص ودرعا ومناهضة للرئيس السوري، مثل «الأسد عدو الله»، كما حملوا لافتات «تشكر» قنوات «الجزيرة» و«العربية» و«بي بي سي» على تغطيتها للأحداث في سوريا.

ومع بدء الساعات الأولى من العام الجديد، قتل صباح أمس 4 مدنيين برصاص قوات الأمن في سوريا؛ إذ قضى ثلاثة منهم برصاص قناصة كمنوا عند سد الصوامة في مدينة القصير (القريبة من الحدود اللبنانية)، بينما قتل مدني آخر برصاص طائش في قرية كفرنبل في منطقة إدلب قرب الحدود التركية. ووصف المسؤول في تنسيقية القصير، أبو علي حسن، الوضع في المدينة بأنه «حذر للغاية». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الدبابات ما زالت تطوق المدينة من كل الاتجاهات، كما أن الحواجز تقطع أوصالها، بينما تحتل القناصة المباني المرتفعة». وأوضح حسن أن «أهالي القصير غاضبون لعدم وصول أي من فريق المراقبين العرب إلى القصير، على الرغم من كل النداءات والمناشدات». وقال: «لقد اتصل المسؤول الأول في مجلس الثوار في القصير منذ 5 أيام بمقر الجامعة العربية في القاهرة، وأطلعهم على الوضع الإنساني المأساوي عندنا ونسبة الدمار والخراب، وزودهم برقم هاتفه، ووعدوه بأن المراقبين سيتصلون به للتنسيق معه لزيارة المدينة، لكن حتى الآن لم يتصل بنا أحد». أما بالنسبة لحمص فلا تزال على حالها، وقد أشار الناشط أبو ياسر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المدينة مشلولة تماما بفعل الانتشار العسكري والأمني فيها»، مؤكدا أن «الدبابات ما زالت تنتشر في شارع الستين الذي لم تصله بعثة المراقبين بعدُ، بينما تغيب عن محيط أحياء باب عمر ودير بعلبة وباب السباع والإنشاءات وتختبئ في البساتين ومجمعات المدارس القريبة منها، لتعود إلى محيط هذه الأحياء فور مغادرة المراقبين لها». ولاحظ أنه «على الرغم من الحضور اليومي للمراقبين إلى حمص فإن الواقع المزري لم يتغير، والواضح أن النظام مستمر في نهجه بحضور المراقبين أو بغيابهم».