اللاذقية تغلي.. بين حصار الأمن والقمع اليومي

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: كل أسبوع تقريبا يتم تسليمنا جثة لمعتقل معارض

TT

ما زالت مدينة اللاذقية السورية تعاني من حصار خانق تفرضه عناصر الأمن والشبيحة على الأحياء المنتفضة في المدينة الساحلية. ويقول ناشطون سوريون إن الأهالي حاولوا يوم الجمعة المشاركة في مظاهرات «الزحف نحو ساحات الحرية»، إلا أن الأمن السوري حاصر المساجد ومنع بعض المشايخ من إلقاء خطبة الجمعة، كما نفذت سيارات تابعة لفرع أمن الدولة حملة اعتقالات عشوائية في أحياء الصليبة والعوينة والطابيات والرمل الفلسطيني.

المدينة التي تم تقطيع أحيائها وشوارعها بحواجز أمنية، منذ عدة أشهر، بهدف منع سكانها من النزول في مظاهرات تطالب برحيل نظام بشار الأسد، تشهد حالة غليان شعبي، يصعب التكهن بلحظة انفجاره، كما يشير أحد الناشطين حيث «تعيش الأحياء المعارضة التي ينتمي معظم سكانها إلى الطائفة السنية حالة استياء عارمة، نتيجة الاستفزازات التي يمارسها عناصر من الشبيحة يأتون من الأحياء الأخرى». ويقول أحد الناشطين في هذا الصدد: «منذر الأسد (نجل ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد) يجوب بسيارته كل ليلة تقريبا شوارع حي الصليبة المعروف بمعارضته للنظام الحاكم، ويطلق الرصاص في الهواء، مهددا الناس ومطلقا بحقهم أقذع الشتائم، وذلك يحدث برعاية الأمن المتمركز في الحي منذ بداية الثورة». ويضيف الناشط: «الناس تنتظر اللحظة المناسبة للنزول إلى الشارع والتظاهر ضد نظام الحكم. معظم الأحياء مستعدة، لكن الكثافة الأمنية تمنع أي إمكانية للتجمع. في حي الصليبة مثلا، وهو أكثر الأحياء معارضة لنظام بشار الأسد، يوجد أكثر من خمس حواجز أمنية متمركزة في أماكن مختلفة، إضافة إلى سيارات الأمن والشبيحة التي تجوب شوارع الحي باستمرار».

ويتابع الناشط: «حي قنينص الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 2000 نسمة ويقطنه فقراء، اعتقل معظم الشباب فيه بسبب مشاركتهم في المظاهرات المطالبة برحيل الأسد، وكل ليلة تحدث مداهمات، ويعتقل أشخاص جدد».

وفي الوقت الذي رُفعت فيه شجرة ميلادية عملاقة على مدخل المدينة، زينت بصور ما يطلق عليهم النظام السوري «شهداء الأمن والجيش». يشير الناشطون المعارضون إلى أن أبناء اللاذقية المعتقلين في سجون النظام «يموتون تحت التعذيب بشكل يومي دون أن يعلم العالم بذلك». ويقول حسام، وهو ناشط يتابع أخبار المعتقلين داخل أقبية الأمن: «كل أسبوع تقريبا يتم تسليمنا جثة لمعتقل معارض، يهددون الأهل بأنهم لو تحدثوا بالموضوع، سينالون مصيرا مشابها». ويصف حسام مشهد إحدى الجثث المسلمة إلى الأهل، حيث تمكن من رؤيتها قبل دفنها: «الجثة كانت منتفخة، أثار الضرب والحرق على جميع أعضاء الجسد، من الواضح أنهم يستخدمون أدوات وحشية، الوجه كان مشوه الملامح». وما زال أهالي المدينة يتناقلون قصة الشاب إسماعيل زرطيط، الذي ضبطه أصدقاؤه الموالون ينشط على الإنترنت بإرسال صور وفيديوهات إلى صفحات «فيس بوك» المعارضة، فأبلغوا أجهزة الأمن، التي اعتقلته لمدة أسبوع، ليسلّم إلى أهله جثة هامدة، بعد تعرضه لتعذيب وحشي.

وتعد اللاذقية من المدن السورية التي ينقسم أهلها بين موالين ومعارضين، مما يجعل احتمال حدوث صراعات أهلية بين السكان أمرا واردا، حيث وقعت اشتباكات بين الأحياء، في بدايات الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد، تم ضبطها بسرعة.