مسلمو أميركا يلجأون إلى الفكاهة لمواجهة الشكوك

«المسلمون قادمون».. فيلم وثائقي عن ظاهرة «إسلاموفوبيا»

TT

قالت ناجين فرساد، أميركية مسلمة من أصل إيراني، ورئيسة فرقة فكاهية تجوب الولايات المتحدة تتندر عن خوف الأميركيين من الإسلام والمسلمين، إنها تتعاون مع آخرين مثلها لإصدار فيلم «المسلمون قادمون» الوثائقي عن ظاهرة «إسلاموفوبيا» (الخوف من الإسلام والمسلمين).

وقالت فرساد إن واحدا من الذي يتعاونون معها هو دين عبيد الله، أميركي إيطالي من أصل فلسطيني. ولم تكن هذه أول تجربة إنتاج فيلم بالنسبة لفرساد لأنها كانت أنتجت وأدارت مسلسلات تلفزيونية، منها: «نيردكور» عن فناني الهيب هوب وظاهرة الهيبيز، و«أكبر يلعب الكركيت» عن ظاهرة اللعبة البريطانية في إيران، و«إيرانيات» عن تأثير أصلها عليها، وهي من الجيل الثاني المهاجر.

وينتمي عبيد الله، أيضا، إلى الجيل الثاني، فوالده فلسطيني ولد في الضفة، ووالدته إيطالية ولدت في جزيرة صقلية الإيطالية. وكانت كتبت عنه صحيفة «بولتيمور صن» بأنه «يسير على خطى فكاهيي أقليات مضطهدة في التاريخ الأميركي، قرروا أن الفكاهة يمكن أن تساعد على إنهاء اضطهادهم». وأضافت الصحيفة: «في الستينات تندر الأسودان ديك غريغوري ورتشارد بريورار على اضطهاد البيض للزنوج. الآن يبدأ شبان وشابات من أصول عربية إضحاك الأغلبية التي تظل تنظر إليهم في شك واضح».

وفي عرض مسرحي فكاهي في واشنطن مؤخرا وقفت ناجين تُضحك عددا كبيرا من المتفرجين، بيضا وسُمرا وسودا، وارتدت فستانا قصيرا يبدو أنه جعل كثيرا من المهاجرين العرب والمسلمين يتململون في مقاعدهم. وأيضا لأنها كررت شتائم وقصصا جنسية على الطريقة الأميركية.

وكتبت مراسلة صحيفة «واشنطن بوست» التي حضرت الحفل: «المجتمعات الإسلامية التقليدية تتقبل في غير ارتياح، ومع بعض الألم، فكاهيات الجيل الثاني من المهاجرين إلى الولايات المتحدة».

تشمل الجولة الفكاهية ولايات في الغرب الأوسط والجنوب (حيث توجد نسب أكبر من الأميركيين الذين لا يرتاحون إلى المسلمين، إن لم يكونوا لا يحترمونهم، وإن لم يكونوا يكرهونهم).

الفيلم الوثائقي المتوقع، «المسلمون قادمون»، يتضمن مقابلات مع أميركيين فكاهيين مثل جون ستيوارت، ولويس بلاك.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن التندر على الأميركيين المسلمين من جانبهم هم أنفسهم «ظاهرة جديدة نسبيا، وتنتشر وسط الجيل الثاني من المهاجرين الذين هم أميركيون فخورون بأنفسهم لدرجة أنهم لا يحسون بالحرج من التندر على أنفسهم».

وعن هذا قال عبيد الله: «نحن على ثقة بأننا نقدر على التندر على أنفسنا. صحيح أن المهاجر الجديد سيكون أقل ثقة لاستخدام الفكاهة لتحدي التصورات والانطباعات عن المسلمين في الولايات المتحدة. نحن على ثقة بأننا أميركيون، ونعرف ما هو معنى ذلك. ونقدر على مواجهة أولئك الذين نرى أن سلوكهم أقل مما هو مطلوب حسب القيم الأميركية».

وقال عبيد الله إن انتشار فكاهيات المسلمين عن أنفسهم بدأت بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، وقال: «لم يكن هناك أي فرق فكاهية مسلمة قبل ذلك. نمت الظاهرة حقا خلال السنوات العشر الماضية، نظرا لرد فعل العنيف ضد المسلمين. أعتقد أن كثيرا من الناس في مجتمعنا بدأوا هذا النوع من النشاط كشكل من أشكال النشاط السياسي». وقال إنه في الوقت الحاضر توجد نحو 10 جمعيات فكاهية مهنية متفرغة، وعدد متزايد من المهنيين الطموحين.

وقال عبيد الله إن زيارات الفرق الفكاهية للولايات الغربية الوسطى والجنوبية المحافظة «فيها بعض التحدي» بسبب آراء سلبية أكثر عن الإسلام والمسلمين في هذه الولايات. وأضاف: «كيف سينظر إلينا الناس هناك؟ سوف نواجه بعض الناس الغاضبين. هل سيقولون لنا: (اخرجوا من هنا أيها المسلمون)؟ أم سيفهمون؟».