«الحبس» بانتظار ضيوف معرض «دوكيومنتا» في ألمانيا

60 يورو قيمة المبيت في سجن «إيلفه»

TT

كانت أبواب سجن «إيلفه» الثقيلة تغلق على السجناء من ذوي المحكومات الثقيلة، طوال 135 سنة، لكنها ستنفتح على مصراعيها قريبا أمام زوار المعرض الدولي للفنون «دوكيومنتا» في مدينة كاسل الواقعة في غرب ألمانيا.

المقاول غوتهارد نيلز وشركاؤه قرروا تأجير السجن المهجور طوال أيام «معرض دوكيومنتا» بهدف استقبال الضيوف. وتوقع نيلز إقبالا كبيرا على السجن من قبل الفنانين وزوار المعرض، بسبب جمع الفندق/ السجن بين عناصر الإثارة والتوثيق والفن. ودفع نيلز مبلغ 200 ألف يورو لقاء ترميم السجن، وتجهيزه، وتحويله إلى فندق.

ويعود الفضل إلى سجناء من عرب شمال أفريقيا في غلق السجن (شيد عام 1876) بسبب شروطه اللاإنسانية، إذ قاد السجناء تمردا خطيرا ضد ظروف السجن عام 1994، دام 22 ساعة، ولم ينته إلا باستخدام أقسى العنف، بعد تدخل الوحدات الخاصة بمكافحة الإرهاب «جي إس جي 9». قررت السلطات الألمانية بعدها وقف نقل السجناء إلى «إيلفه»، لكن آخر نزيل غادر السجن، السيئ السمعة، في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2009.

ويتألف فندق «إيلفه» الجديد من ثلاثة طوابق تتوسطها ساحة كبيرة، ويحتوي على 72 غرفة، إضافة إلى قاعات الرياضة والطعام والحمامات. وبعد السجن المحكم، الذي يضمن عدم هروب أي سجين، اضطر نيلز وشركاؤه إلى تزويد الفندق بعدة منافذ للطوارئ تضمن طرق الهروب أمام نزلاء الفندق عند حصول حريق.

الترميم والتجديد بلغ بالطبع كل الغرف والصالات، كما تم تزويد كل منها بحمام، لكن مصممي الديكور الداخلي حافظوا على ما يكفي من الأجواء التي تولد الشعور «بمعايشة السجن» أمام الضيوف. مثال ذلك الاحتفاظ ببعض الجدران الجميلة التي خط عليها السجناء السابقون عبارات مثل «هل سبق لك أن زرت جهنم؟» و«طالع وجهك في الجدار».

يستمر «معرض دوكيومنتا» طوال 100 يوم تمتد بين 9/ 6 - 16/ 9/ 2012، لكن نيلز وشركاءه يأملون أن تمدد مدينة كاسل عقد الإيجار إلى عدة سنوات أخرى، علما بأن سعر المبيت لليلة واحدة يتراوح بين 60 يورو لغرفة السرير الواحد و80 يورو للغرفة المزدوجة.