ليفربول يتعرض لضغوط كبيرة للتخلي عن الاستئناف ضد إيقاف سواريز

رابطة اللاعبين المحترفين دعت النادي لقبول الحكم الصادر بحق اللاعب للحفاظ على سمعته

TT

يتعرض نادي ليفربول الإنجليزي لضغوط متزايدة للتخلي عن تقديم استئناف ضد إيقاف مهاجمه لويس سواريز ثماني مباريات في أعقاب قيام اللجنة التنظيمية المستقلة، باسم اتحاد كرة القدم الإنجليزي، بنشر تقرير مفصل من 115 صفحة في ليلة رأس السنة الجديدة يشير إلى أن الشهادات التي تقدم بها سواريز للدفاع عن نفسه تجاه الاتهامات التي وجهت إليه بتوجيه عبارات عنصرية إلى اللاعب الفرنسي باتريس إيفرا كانت «غير جديرة بالثقة» وكانت «متضاربة»، ورسمت صورة مؤسفة للطريقة التي تعامل بها نادي ليفربول مع الدعوى.

من جانبها، أعلنت رابطة اللاعبين المحترفين والجماعات المناهضة للعنصرية عن تأييدها للحكم الصادر بحق سواريز، ودعت ليفربول للحفاظ على سمعته وقبول الحكم.

وكشف التقرير أن سواريز وصف إيفرا بعبارة «زنجي» سبع مرات خلال مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد في الخامس عشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رافضا إدعاء سواريز بأنه كان يستخدم هذه الكلمة بطريقة ودية كالتي يتبعها مع زميله في الفريق غلين جونسون. وفي الوقت الذي تم فيه وصف إيفرا مدافع مانشستر يونايتد بأنه شاهد يمكن الوثوق بأقواله وبأنه شخصية مثيرة للإعجاب، اضطر الشاهدان الرئيسيان لسواريز وهما مدير الكرة بفريق ليفربول داميان كومولي والمهاجم الهولندي ديرك كاوت، إلى تغيير شهادتيهما بسبب التعارض مع تصريحات كتابية في وقت سابق.

ومن الأشياء المثيرة للدهشة أن الممثل القانوني لسواريز، بيتر ماكورميك، قد اعترف بأن بعض الأدلة التي قدمها النادي كان قد تم صياغتها بشكل سيئ. وقد رفضت اللجنة بصورة قاطعة تلك الشهادات الخيالية التي قدمها ليفربول والتي تقول أن إيفرا قد اتهم سواريز ظلما لعدة أسباب، منها لأنه كان يسعى للانتقام من الأخطاء التي ارتكبها سواريز ضده، بالإضافة إلى أنه كان مستاء من خسارة القرعة قبل انطلاق المباراة التي كان يحمل فيها شارة قيادة فريقه.

وبعد مرور 72 ساعة على تلقي الحكم، اكتفى ليفربول بإصدار بيان قصير قال فيه إنه لا يزال يدرس كيفية الرد على هذا الحكم. ويعد هذا شيئا طبيعيا لأنه قد تم نشر حيثيات الحكم في منتصف عطلة نهاية الأسبوع، ولكن من الواضح أن هناك تحولا كبيرا في اللهجة العدائية التي تعامل بها النادي في أعقاب الإعلان الأولي عن إيقاف سواريز لثماني مباريات وتغريمه 40 ألف جنيه استرليني.

ومن المنتظر أن يشعر مالكو النادي الأميركيين، مجموعة «فينواي» الرياضة، بالقلق نتيجة محتوى الملف الذي يشير إلى أن النادي قد تعامل مع تلك القضية بطريقة الهواة. وثمة تساؤلات جدية حول السبب وراء عدم قيام ليفربول بفتح تحقيق داخلي في القضية، والسبب وراء هرولة النادي في إصدار بيان فوري كرد فعل انفعالي على الحكم الصادر بإدانة اللاعب، وكذلك السبب وراء سماح النادي لكافة لاعبيه بالانخراط في هذا النزاع عندما ارتدوا قمصانا مثيرة للجدل في مباراة الفريق أمام ويغان قبل أسبوعين للتعبير عن دعمهم لسواريز.

ويأتي هذا على الرغم من اعتراف الفريق القانوني للنادي بوجود ثغرات في الأدلة التي قدمها النادي وفشله في تقديم إجابة مرضية عندما سئل عن وجود تناقضات بين شهادة النادي وشهادة اللاعب.

وقال بيارا باور، المدير التنفيذي لمنظمة كرة قدم ضد العنصرية في أوروبا، إن سمعة ليفربول معرضة للخطر ما لم يتقبل النادي تلك القرارات، وأضاف باور، وهو المدير السابق لمنظمة «كيك آت أوت» المناهضة للعنصرية: «من حق لويس سواريز وليفربول تقديم استئناف، ولكننا ندعو النادي لإعادة التفكير في حملته العامة للطعن في التهم والطعن في مبادئ هذه القضية. وبالنسبة لنادي يتمتع بمكانة دولية كبيرة مثل ليفربول، فإن حملته العنيفة تلك سوف تضر بسمعته دون أدنى شك».

وأضاف باور: «تعد الألفاظ العنصرية بين اللاعبين على أرض الملعب شيئا محرما منذ فترة طويلة للغاية، ولكن لم يتم التعامل مع ذلك الملف بشكل مرضٍ على الرغم من العديد من الحالات على مدى السنوات العشر الماضية».

وكان المدير الفني لنادي ليفربول كيني دالغليش قد اشتكى من طول الفترة الزمنية التي تم خلالها عقد جلسات الاستماع، غير أن التقرير المكتوب قد كشف عن أن ماكورميك، وهو ممثل سواريز القانوني، هو من قام بتحديد تواريخ تلك الجلسات.

وقد أسرع ليفربول برفض الإدعاءات بقيام لاعبه بتوجيه ألفاظ عنصرية للاعب مانشستر يونايتد، استنادا إلى المناقشات القليلة التي أجراها مع اللاعب عقب المباراة مباشرة. وقد تم تسجيل تلك الملاحظات من قبل حكم المباراة اندريه مارينر، والحكم الرابع فيليب دود، ولكن لا توجد أي إشارة إلى أن النادي قد قدم وثيقة مكتوبة في الخامس عشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) - على الرغم من اعتراف النادي بإدراكه أن الموقف كان يزداد خطورة.

وخلال 48 ساعة من تقديم إيفرا لشكوى ضد سواريز، رفض ليفربول أي محاولات لتسوية الوضع - اعترف غوردون تايلور، رئيس رابطة اللاعبين المحترفين أنه حاول تسوية الوضع من خلال عقد لقاء بين كافة أطراف الخلاف في عطلة نهاية الأسبوع التالي لوقوع تلك المشكلة - وكان ليفربول عندئذ يحاول رفع دعوى قضائية ضد إيفرا بتهمة الادعاء الكاذب.

وقد رحب تايلور بإصدار التقرير المفصل وقال: «كانوا بحاجة للوصول إلى الحقيقة وقاموا بكل ما بوسعهم لمعرفة حقيقة ما حدث. وما حدث هو أمور قيل إنها غير مقبولة في هذا البلد وآمل أن تكون غير مقبولة في الدول الأخرى».

وسوف يعمل المالك الرئيسي للنادي، جون هنري، ورئيس النادي توم فيرنر، على حل تلك القضية، وسوف يعطي كل منهما أهمية كبيرة للنتائج بعيدة المدى خلال الأشهر القليلة المقبلة. وكان الاستنتاج الوحيد الذي صب في مصلحة سواريز هو اعتراف جميع الأطراف بأنه ليس عنصريا، ولم يتم اتهامه بتوجيه تلك الألفاظ بدوافع عنصرية. ومع ذلك، فإن المادة «إي 3» تمنع أي إشارة إلى لون بشرة اللاعب في إطار حديث يسيء إليه. وبما أن اللجنة قد أثبتت أن المشاحنة داخل الملعب كانت بسبب المواجهة في إحدى الكرات، فقد خلصت اللجنة إلى أن سواريز قد انتهك القانون وشعرت بأنه من الضروري أن يتم اتخاذ عقوبة قاسية ضده بهدف حماية سمعة وصورة كرة القدم الإنجليزية.

وفي تطور آخر، اتضح أن الممثل القانوني لسواريز، ماكورميك، كان أحد أفراد اللجنة التابعة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والتي تم تشكيلها في عام 2007 لإنهاء الخلاف بين فريقي ليفربول ومانشستر يونايتد والمتعلق بانتقال اللاعب الأرجنتيني غابرييل هاينزه من مانشستر يونايتد إلى ليفربول. وكان ماكورميك ضمن اللجنة المكونة من عضوين فقط والتي اجتمعت بناء على طلب من هاينزه لحل النزاع بين الناديين بعد أن رفض يونايتد السماح بانتقال اللاعب إلى صفوف ليفربول. وزعم هاينزه أن لديه خطابا من يونايتد يسمح له بترك الفريق مقابل 6.8 مليون جنيه استرليني، وهو المبلغ الذي وافق ليفربول على دفعه. وقالت اللجنة إن الخطاب لا يعطي الضوء الأخضر لانتقال اللاعب.