استوعب أليساندرو ماتري، مهاجم اليوفي، بسلاسة معقولة انضمام ماركو بوريللو إلى صفوف السيدة العجوز (حيث خضع الوافد الجديد يوم أول من أمس إلى الفحوصات الطبية وأجرى أول مران له في فينوفو). إن أفضل طريقة لمواجهة الصعوبات المهنية هي مواصلة السير قدما في طريقك مستمرا في العمل بشكل جيد. الغطرسة والغرور عادة، لا يثمران بينما الالتزام والتطبيق يحقق ذلك. صحيح أن الحسابات يتم إجراؤها في النهاية ولكن تصريحات ماتري الوسطية تعد أيضا إيجابية حيث صرح اللاعب قائلا: «لقد سجلت خلال الموسم الحالي إلى الآن 6 أهداف، وفي نهاية دور الذهاب من الموسم المنصرم كانت 8 أهداف. ثم تعين علي القيام بعمل خططي كبير، لقد تدربت كثيرا للتحسن على الأجناب، لذا أنا راض عن نفسي».
ما بين اليوفي وإيطاليا: ولكن الآن وصل بوريللو إلى الفريق والمساحات المتاحة أمام ماتري تواجه خطر التقلص وقد أقر المهاجم ذاته بهذا الشأن قائلا: «لقد فكرت في هذا الأمر، فالمنافسة تتزايد داخل الفريق. من جانب آخر يقال دائما إن من الضروري وجود لاعبين في كل مركز داخل الملعب والآن بات في اليوفي مهاجم آخر. أنا، على أي حال، لدي رغبة في المشاركة دائما، وبعد ذلك كونتي من سيقرر». لن تكون اختيارات سهلة لأن الخيارات المتاحة كثيرة والتوازنات شائكة. ففي فريق اليوفي هناك الآن 4 مهاجمين أساسيين محتملين (ماتري وبوريللو وفوتسينيتش وكوالياريلا) بالإضافة إلى أليساندرو ديل بييرو الذي يأمل دائما في إتاحة الفرصة له على الأقل في نهاية اللقاء. ولكن المنافسة تتعلق، لا سيما، بقميص المهاجم وتتسم بالتكافؤ المزدوج، وذلك الموقف الخطير لا يتضمن فحسب الصراع على الفوز بمكان في الصف الأول لفريق السيدة العجوز بل يمتد أيضا لاستدعاءات المنتخب الإيطالي الأول الخاصة ببطولة أمم أوروبا 2012. ومن المرجح الافتراض بأن واحدا فحسب من بين ماتري وبوريللو وكوالياريلا سيتم استدعاؤه من قبل برانديللي وأن اختيار مدرب الأزوري سيقع على المهاجم الأكثر مشاركة وتهديفا مع فريقه. إذن، الجميع في مواجهة الجميع ولكن دون إغفال أن المنافسة القوية الداخلية تحمل المنافع للنادي.
اختبار لكونتي: وفي الواقع ليس من المستبعد أن خلف اختيار بوريللو لتدعيم خط هجوم السيدة العجوز هناك ليس فحسب الملاءمة الاقتصادية للصفقة والمهارة التي يتمتع بها اللاعب بل أيضا الرغبة في تفجير نوع من المنافسة الصحية لدفع رؤوس الحربة الثلاثة الإيطاليين في اليوفي وكذلك مهاجم الجبل الأسود ميركو فوتسينيتش لتجاوز حدود قدراتهم. ولكن الجانب السلبي في الأمر هو أن الوافد الجديد يعد بمثابة الحيوان الغريب على أرض السيدة العجوز، فهو في حاجة إلى الدفء والثقة والأهداف. ولهذا السبب يتعين على أنطونيو كونتي، مدرب الفريق، أن يكون بارعا في إدارة هذا الموقف الذي لا يعد سهلا.
اندماج تدريجي: بوريللو لن يكون متواجدا مع الفريق خلال المباراة القادمة بالدوري المحلي أمام ليتشي، وعليه فإن مشكلات الوفرة في عدد مهاجمي اليوفي ستبدأ في الأسبوع التالي. إن اندماج الوافدين الجدد في آلية عمل أنطونيو كونتي، عادة، لا يتم بسرعة كبيرة. ومدرب الفريق سيطلب من بوريللو ليس فحسب تسجيل الأهداف ولكن أيضا (أو بالأحرى) عمل خططي مستمر لفتح المساحات واللعب على الأجناب من أجل تدخلات زملائه. يذكر أن ماركو بوريللو قادم من 5 أشهر عانى فيها من الندرة في الالتزام مع فريقه السابق روما، ولذا يتعين عليه استعادة حالته البدنية أيضا. وفي غضون ذلك سينبغي على ماتري، الذي لم يحظ بإعجاب كونتي خلال العروض الأخيرة، الدفاع عن مكانه باليوفي: «في البداية قارنتم بيني وبين تريزيغيه والآن تقولون إنني في أزمة. الحمد لله أنني تمسكت بأقدامي على الأرض».
وفي سياق متصل، صرح الدو سيرينا، مهاجم الإنتر والميلان وتورينو واليوفي سابقا، بشأن ضم السيدة العجوز لماركو بوريللو والمنافسة المتوقعة بين الوافد الجديد وماتري قائلا: «مع بوريللو بات اليوفي لديه في خط الهجوم المهارات التي لم يكن يتمتع بها من قبل. لقد استكمل بتلك الصفقة أنماط رؤوس الحربة، لم يعد ينقصه أي نوع من المهاجمين. ماركو أكثر براعة في مد يد العون إلى الفريق، وماتري يتفوق عليه في السرعة والعمق، غير أنه حتى الآن أقل نضجا من رفيقه الجديد».
السؤال الكبير: هل بوريللو سيكون كافيا لفريق اليوفي لمتابعة، حقا، درع الدوري المحلي؟ ويرى سيرينا: «من المؤكد أن ماركو سيضيف شيء إلى اليوفي غير أن المنافسة الآن قوية. الأمر في حاجة إلى برهان كبير على نضج جميع مهاجمي كونتي والذين يتعين عليهم أن يكونوا بارعين في التدرب بقوة وعدم التراجع عندما يلعبون خارج أرضهم والتحسن في مواجهة الآخرين». وبشأن تقيم الدو لخدمات ماتري: «إنه يجيد تسجيل الأهداف ولكن في الفرق الكبيرة الالتزام بالواجب فحسب ليس كافيا. ينبغي عليه الذهاب إلى ما أبعد من ذلك. حتى الآن هناك تذبذب في مستواه ولكنه يتمتع بمهارات رائعة».