كيف يحافظ الزعيم على كرسيه؟

TT

* تعقيبا على مقال سليمان جودة «ظاهرة درسها بطرس غالي.. وبرهن عليها (بيريس)!»، المنشور بتاريخ 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: دولنا العربية هي مؤسسات شخصية يملكها الرئيس ويحركها ويصرفها حسب مزاجه وعقليته، المهم هو كيف يحافظ على كرسيه من منافسة الآخرين، التي لا تختلف بين زعيم وآخر إلا بما يملكه من قوة ونفوذ وأنصار وقدرة على إزاحة الآخر بالقوة العضلية، ولا قيمة للعقل والحكمة، أما الآخرون فهم دول مؤسسات يعتمدون على التخطيط الاستراتيجي ربما لمئات السنين، ويحسبون لأحفادهم ويحترمون علمهم ويؤمنون بأمتهم، وإن أخطأ قائد منهم نراه سرعان ما يتنازل عن موقعه ويتركه للذي يمكن أن يشغله باقتدار قبل أن يجبر على الرحيل، لا بقاء إلا للأصلح، للأذكى، للقادر على تقديم أفضل الخدمات لأمته، انظر إلى خارطة الدول العربية وأشر على البقعة التي تحكمها إسرائيل وقارنها بما حولها لترى كم هي النسبة بينها وبين الدول العربية المحيطة بها التي حباها الله بمساحات شاسعة متنوعة، وثروات طائلة وموقع استراتيجي مهم، إنها كالفرق بين جسم الإنسان وعقله، نرى بوضوح أن تلك الدولة الصغيرة أصبحت كالدماغ في جسم الإنسان العربي الكبير، وبعد ذلك لا تتعجب مما ترى أو تسمع.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]