وكيل مخابرات مصر السابق لـ«الشرق الأوسط»: الشعب يميل لرئيس بخلفية عسكرية

الفريق خير الله بعد إعلانه الترشح للرئاسة: تعلمت التضحية لتحقيق الهدف

الفريق حسام خير الله
TT

قال الفريق حسام خير الله الوكيل السابق للمخابرات المصرية بعد أن أعلن اعتزامه الترشح للرئاسة المصرية المقرر بدء إجراءاتها منتصف هذا العام، إن المصريين يميلون لاختيار رئيس ذي خلفية عسكرية «لأنهم في حاجة إلى الأمن»، متوقعا عدم ترشح النائب السابق لرئيس الجمهورية رئيس المخابرات السابق اللواء عمر سليمان للمنصب لأنه «يريد أن يحفظ وضعه»، على حد قوله.

وانضم الفريق خير الله رئيس غرفة العمليات بالمخابرات العامة المصرية السابق إلى المرشحين المحتملين لانتخابات رئاسة الجمهورية، وأعلن رسميا أول من أمس اعتزامه خوض سباق المنافسة على الرئاسة المقرر البدء في إجراءاتها في نهاية يونيو (حزيران) المقبل، وفقا لما أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) الماضي.

ونفى خير الله في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن تكون هناك صلة للمؤسسة العسكرية بقرار ترشحه، وقال إنه خدم في سلاح المظلات بالجيش المصري و«كان شرفا لي»، لكن بعد عام 1976 لم تعد له علاقة بالمؤسسة العسكرية وأصبح يمارس حياته المدنية، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك تعاطف معه من العسكريين باعتباره يتفهم مطالبهم، لكنه لم يتحدث أو يستشر أحدا من المؤسسة العسكرية، وأن «ولاءه الكامل لمصر».

وحول علاقته بنائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان الذي كان يرأسه في جهاز المخابرات، قال خير الله إن علاقته بسليمان تمتد إلى 14 عاما، لكنه لا يحسب عليه لأنه خرج من جهاز المخابرات منذ 6 سنوات، مستبعدا ترشح سليمان للرئاسة، لأنه يريد أن يحفظ وضعه وتحفظ الناس له التقدير على خدمته لبلده، حسب تعبيره.

وبخصوص اعتزام أكثر من شخصية ذات خلفية عسكرية الترشح للانتخابات الرئاسية مثل الفريق أحمد شفيق، قال خير الله إن الجميع يتنافس وإن هذا يؤكد أنه لا يوجد مرشح بعينه للمجلس العسكري في انتخابات الرئاسة، لكنه أكد أن «الناس في القرى يميلون إلى العسكرية لأنهم في حاجة إلى استعادة الأمن والانضباط برؤية مدنية تحفظ الحقوق والحريات».

وأوضح خير الله أن خلفيته العسكرية ومهمته في غرفة المعلومات بجهاز المخابرات قد تفيده في معالجة المشاكل والقضايا التي تواجه مصر باستراتيجيات واضحة وقابلة للتنفيذ، مشيرا إلى أنه تعلم أن يضحي لتحقيق هدفه حتى لو كانت نهايته الموت أو الاغتيال.

وحول دوافع ترشحه للانتخابات، قال خير الله إنه لم يرد في ذهنه خوض انتخابات الرئاسة بعد سقوط نظام مبارك باعتبارها مسؤولية كبيرة، لكن بعد متابعة ما يحدث من باقي المرشحين و«إننا لا نسمع سوى تصاريح وشعارات وهناك ما يتحدث بكلام غير واقعي بلا مسؤولية، لم ير أحدا يطرح حلا للمشاكل التي تواجها مصر بشكل علمي».

وأضاف خير الله أنه قام بالنزول للشارع لتقصي رأي الناس، وبجولات في محافظات الصعيد (جنوبا) وفي وجه بحري (شمالا) ولاحظ المعاناة الرئيسية بسبب تهميش هذه الأماكن.

وشدد خير الله على أنه يركز على البسطاء في القرى والذين تم تهميشهم كثيرا، وقال إنه سيعتمد في برنامجه على مجموعة من العناصر الأساسية التي يضع لها استراتيجيات ثابتة يتم الالتزام بها مهما تغير الأشخاص، في مقدمتها التعليم والصحة التي تعد أمنا قوميا، بجانب الحفاظ على الأمن.

ولفت خير الله إلى أن الرئيس السابق حسني مبارك بنى حياته كلها على رد الفعل، وقال: «لم نر قرارا واحدا كان مبادرا فيه لذا خرج الشعب ضده».

وفيما يتعلق بنتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وصعود التيار الإسلامي، قال إنه «يحترم النتيجة طالما أن هذا اختيار الشعب، لكن الظرف الذي تمر به مصر لا يسمح لأي فصيل أن ينفرد بالسلطة لأن العبء ثقيل ويحتاج للجميع»، مشيرا إلى أنه لم يجر مشاورات مع قوى سياسية أو أحزاب لأنه سيركز على التحرك في الشارع حاليا.

واعتبر خير الله أن النظام المختلط (الرئاسي - البرلماني) هو الأنسب لمصر في هذا التوقيت على أن تعطى صلاحيات واسعة للحكومة ويتولى الرئيس تحقيق التوازن بين السلطات، مشيرا إلى أنه لا يصح أن نطبق النظام البرلماني وفي هذه الحالة سيحتكر فصيل معين البرلمان والحكومة.